هل سبق لك أن سمعت أحدهم يقول لك (إنت إنسان بجد)..؟ من المؤكد أن شعورك بعدها كان لا يوصف، مبتسم وتظهر على محياك علامات السعادة والراحة، لم لا..! فقد قمت بأمر تستحق عليه أن توصف بأنك إنسان. عبارة أصبحت تقال على سبيل المديح لشخص وصل بأخلاقه إلى قمة السمو، وأغلبنا يستخدمها عندما يعجز في تقدير شخص ما التقدير الذي يليق به وبأفعاله فيقول( فلان من الناس كان إنسانا حقيقيا). إذا نحن متفقون على أن وصف الإنسانية الحقيقية المجرد لا يصح أن ينطبق عليه سوى الجميل من الفعل والقول، وهذا في حد ذاته أمر يجعلنا نتساءل هل هناك تصنيف نستطيع به أن نجعل الخلق في فئات حسب ما يتمتعون به من إنسانية..؟ قد نحدد نسبتها فنقول: ( الفئة الأولى تتمتع بنسبة 100% إنسانية، والفئة الثانية 50%، أما الفئة الثالثة أقل من 50%)، فتكون بذلك مؤشرات النجاح الشخصي ليطلق عليك وصف إنسان مشروطة بقدر ما تحققه من نسبة، فإن وصل بك الحال إلى الفئة الثالثة خرجت من المنظومة وليطلق عليك مسمى من تصنيفات أخرى. هل من المهم أن نصنف من الفئة الأولى.. فلا تقتصر فقط على أولئك الذين لا يشعرون بالراحة في غياب المبادئ، وتؤرق جفونهم أخطاء من حولهم، ولديهم إيمان بقدرتهم على إيجاد حلول لمآسي الحياة، فننظر إليهم في تعجب على أنهم وصلوا إلى حد الإنسانية الخيالي بمثالية مفرطة قد تشكّل عائقاً في تحقيق أمورنا المادية وبعض المعنوية التي ارتدت ثوب الماديات. أحياناً.. تجبرنا قسوة الأيام أن نتجرد قليلاً مما فُطرنا عليه من صفات، فنصبح أكثر جلداً في التعامل مع من حولنا، لنترك انطباعا لديهم أننا لا يمكن قهرنا، وأننا أقوياء لا نُكسر، بل من الممكن أن نقف أمام كائن من كان دون أن يهزنا شيء، -ولعلنا قد أصبحنا كذلك-، إنما الحقيقة ليست كما تُرى غالباً، فداخلنا يحمل طفلاً بقي على إنسانيته كما هي لم تتغيير مع تغييرات الأجواء والأهواء، يجهش بالبكاء ليلاً بعدما يسكن الهدوء المكان، ويذهب الجميع إلى مضاجعهم، ليبدأ في عتاب صاحبه قائلاً: (لم لم تبق علىّ.. لم قيدتني داخلك..؟) فيكون الجواب : (لأن الفئة الثانية تناسبني أكثر). للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid