كثيراً ما أحب الجلوس في هدوء أفكر أسرح لا يشاركني هذا العالم سوى لفافات أعبث بها و براد شاي يرافقني أينما ذهبت. الْيَوْمَ أصبحت لا أكاد ألتفت يمنة أو يسرة إلا وجدت أناساً يتجادلون في أمر ما. و مع تطور وسائل الاتصال وتوسع مدى التعبير عن الرأي إلى درجة الإنفلات، أصبحت ميادين الجدال كثيرة وواسعة والكل يتمسك برأيه ويحاول فرضه على الآخرين. حتى أكاد أشك في أن يأتي يوم وأجد من يعترض علي لأنني إستنشقت بعضاً من الهواء بزعم أنه كان ينوي أن يستنشقه قبلي. كثيراً ما أحس أن زهيراً صديقي فقد، سئمت تخاريف الحياة وأصبحت لا ألقي بالاً لكثير من تلك الأمور التي كنت أعدها ذات قيمة. ولا أَجِد رغبة في كثير من النقاشات التي تدور في المجالس الارضيّة أو الفضائية ولا حتى المجالس الرقمية. لماذا كل هذا الجدال الدائر والإصرار على إبداء الرأي رغم أنه لم يطلب منا أحد إبداء أي رأي؟. لماذا الإصرار على تقمص دور الوصاية على الآخرين؟. لماذا لا نفعل مانحب وما نريد في حدود القانون ونترك الآخرين يمارسون نفس الحقوق؟. إذا كنت لا توافق على شخص ما زوجاً لإبنتك فقد أراه أنا كفؤاً ومناسباً لإبنتي. لك الحق كل الحق أن ترفض خطبته لإبنتك ولكن لا تنكر علي قبول خطبته لإبنتي. وإذا ما طلبت مشورتك في الأمر فهناك آداب لإبداء الرأي وأهمها ألا تكشف ستر إنسان غائب وألا تعاديني إن لم آخذ بمشورتك. مسافة القصر سبعون كيلو مترا، لا لا ثمانون، من قال ذلك، إنها ثلاث وسبعون، أنتم لا تفقهون إنها مئة وثلاثة عشر كيلو مترا وتسعة سنتيمترات. النصاب في الذهب ثلاث أوقيات، لا، النصاب أربعون جراماً، لا هذه ولا تلك، أنا أفتيكم، نصاب الذهب حلق وإسورة وخلخال عيار ثمانية عشر. تغطية الوجه واجب، لا يجب تغطية ولكن يفضّل، لا لا النقاب هوالواجب وهكذا. جرب و أطرح أي معلومة، تجد ألف رأي ورأي. حان موعد الهدوء، سيجارتي عبقت بدخان الهوا لا بد للبراد من فيضان صعدت إلى قلمي خواطر أزمتي ليبين عنها منطقي وبياني أنا ماتعديت القناعة والرضا لكنما هي قصة الوجدان يشكو لك اللهم قلب لم يعش إلا لحمد علاك في الأكوان مع كل التقدير والاحترام والحب للشاعر العظيم محمد إقبال والشاعر القدير الصاوي شعلان.