استجابة خادم الحرمين الشريفين لوساطة الشيخ عبدالله ال ثاني بشأن فتح معبر سلوى الحدودي لمرور الحجاج القطريين جاءت في سياق الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لخدمة الحجاج وتسهيل وصولهم لأداء الفريضة بطمأنينة تامة شأنهم شأن ضيوف الرحمن القادمين من كل بقاع الأرض، ولهذا سخرت المملكة كافة إمكاناتها لما يؤدي لتلك النتيجة، وشهد القاصي والداني بقدرة المملكة على إدارة الحشود بشكل مذهل حد مطالبة دول متقدمة بالاستفادة من تلك التجربة خاصة أن المكان محصور والتوقيتات محدودة والتحركات تكاد تكون جماعية آنية، وعندما عرض ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أوضاع الحجاج القطريين ومعاناتهم كنتيجة فعلية لمكابرة نظام قطر، لم يتردد الملك سلمان بقبول وساطة الشيخ عبدالله ال ثاني بل ان التوجيهات بلغت حدود التكفل الكامل بنفقات وتنقلات الحجاج القطريين على نفقته الخاصة حفظه الله، حيث جاءت ردود فعل القصر الاميري بالدوحة معرقلة لجميع الرغبات الرامية لراحة حجاج قطر كالمعتاد. فيما جاءت الردود عالمياً مثمنة لمثل هذا الموقف المعتاد. لعلنا نستنتج من مثل هذه الاستجابة الكريمة ما يؤكد ريادة المملكة على المستوى الإسلامي بصفتها راعية للأعمال الإسلامية مدافعة عن العقيدة متحمسة لخدمة الإسلام، فقد عرفت منذ نشأتها وعلى مر السنين بالتسامح مثلما عرفت بعدم أخذ الشعوب بجريرة تصرفات حكامها العدوانية بغض النظر عن حجم تلك العداوة، ويأتي هذا الفعل المقدر تطبيقا لقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى". فالقطريون الذين استجابوا لتلك المبادرة الإنسانية يدركون قبل غيرهم بأن المملكة رحبت وترحب بتواجدهم بين حجاج بيت الله الحرام قبل وبعد تلك التوجيهات التي سهلت بلا شك هذا التواجد من خلال الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين وسمو نائبه لان الشعبين السعودي والقطري تربطهما روابط اجتماعية قوية ذات بعد اجتماعي تجسد الجوار والمصاهرة والأخوة وبلغ حد التلاحم خاصة ان الشعبين مدركان لحجم التحديات مؤمنان بان المصير مشترك واثقان بأن كل من يحاول اختراق تلك العلاقة يلعب بالنار ويعرض المنطقة للمخاطر ويسهل الفرقى ويضعف من مكانة العلاقات المتجذرة، بل ان شعوب المنطقة على علم تام أن انتهاج أسلوب دعم الاعلام المعادي واستضافة الإرهابيين ودعمهم جاء بقناعة خاطئة ولأهداف توسعية شخصية مكتوب عليها الفشل مبكراً فالمنطقة تتصدر العالم بحكمة قادة عرفوا بالصبر ورجاحة الفكر ولا ادل على ذلك من صبرهم ومحاولات تعديل السلوك الخاطئ لعقود طويلة رغم وضوح خطورة المسلك لأشخاص لا يعون مع شديد الأسف نتائج التصرفات الخاطئة.