بعد توقف عن الكتابة الاسبوعية لدخول اجازة عيد الفطر المبارك ، يطيب لي أن أعود من جديد ؛ مجدداً البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومبايعاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، كما أشكر الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز على ما قدم لدينه ووطنه ، وأهنئ الجميع بالعيد ؛ واسأل الله القدير أن يعيده علينا باليمن والبركات. شهر رمضان هذا العام شهد أحداثاً كثيرة ومختلفة سواء على مستوى السياسة أو على المستوى الاجتماعي والثقافي ؛ وكان لتداعيات الجانب السياسي حضور يكاد هو الأبرز على المشهد ، وإن كان للجوانب الأخرى أيضاً نصيب جيد. الجانب السياسي تمثل في مقاطعة المملكة والإمارات ومصر والبحرين لدولة قطر ، ولعل هذه المقاطعة التي هي بمثابة طوق النجاة للمنطقة عموماً ولقطر على وجه الخصوص كانت حديث الساعة طيلة الأيام الماضية ، حيث أن تلك المقاطعة التي كانت واضحة المعالم قوبلت من السلطة القطرية بشيء من التفاعل البطيء. كما أن الإعلام القطري متمثل بقناة ‹الجزيرة› أعطى دروساً تستحق أن تدرس لمعنى الإعلام المضلل وغير المهني ، فما تبثه من مغالطات وتجاوزات غير منطقية كفيلة في أن يكون اغلاقهاً مطلباً لكل منصف ! وامتداداً للحديث عن الإنصاف ؛ فأنه من غير المنصف أن يعتقد عاقل أن فئة تستهدف الحرم المكي بعمل ارهابي يمثلون الاسلام والمسلمين ، فما قامت به تلك المجموعات الثلاث من عملية فاشلة دليل قاطعاً على أن الهدف هو زعزعة للأمن ليس إلا ، ولكن في ظل تكاتف الجميع من رجال الأمن ، فإننا سنعتز بعمليات استباقية تلطم كل مخرب ومفسد. وعما يخص الجانب الاجتماعي والثقافي الذي سأحصره فيما شاهدتُ من برامج ثقافية وأعمال فنية عرضت على شاشات التلفاز والإذاعة ؛ كان برنامج ‹‹ مجموعة انسان ›› الذي قدمه الإعلامي علي العلياني على شاشة ال mbc هو الأبرز من وجهة نظري لما اشتمل عليه من تنوع للضيوف بمختلف مجالاتهم ، كما تميز في طريقة العرض ، والحرص على توثيق السير ، اضافة إلى التفاعل مع احداث الساعة بحلقات خاصة. كما أن مسلسل ‹‹ سليفي ›› الذي يشرف عليه الزميل خلف الحربي كان له دور بارز خلال ما طرح من أفكار جيدة وذات أبعاد هادفة ومميزة ، إضافة إلى البرنامج الاذاعي ‹‹ طهور لا بأس ›› والذي قدمته الإعلامية : صفاء المحضار ؛ حيث سلط البرنامج الضوء على المرضى من خلال الاتصال بهم ونقل تجاربهم ورسائلهم للمجتمع. ولعل من أواخر الأحداث الثقافية أيضاً توجيه وزارة الثقافة والإعلام بإغلاق قناة لمخالفتها لتوجهات الدولة ، وما يهمني في الحدث تحديداً هو ردات الفعل التي تبعت هذا القرار والتعاطف الذي تجلى بمواقع التواصل ؛ حيث نسي البعض أن مثل هذا القرار يجب أن يُرحب به لكونه صدر من جهة رسمية تعي تماماً ما يترتب عليها تجاه الوطن من مسؤوليات لا تقبل المزايدات. وبين جميع تلك الاحداث والمتغيرات التي شهدناه الأيام الماضية ، كان هناك جنود بواسل ساهرين على أمن وحماية الوطن على الحد الجنوبي ، فلهم منا كل الشكر والدعاء على ما بذلوا ويبذلون و نقول لهم كل عام وأنتم الفخر والهيبة. لمحة : الانتماء جزء لا يتجزأ من الشعور بالهدوء والطمأنينة. البريد الإلكتروني : [email protected]