يظن الكثير من الناس أن عمل الدبلوماسية في الخارج هو فسحة وإقامة وحضور حفلات، ولكن الواقع غير ذلك فالدبلوماسي يدفع الكثير من المعاناة (وأنا أتحدث كفرد عمل في هذا السلك) لاسيما إذا عمل في دول ظروفها ليست جيدة ومن ضمنها: 1) إذا عمل في دولة لا تتوفر فيها الحراسة المناسبة لأبنائه كبعض دول القارة السمراء، فيضطر لترك عائلته في بلده أو دراستهم في بلد آخر ويراهم متى ما سمحت الظروف في فترة الإجازات. 2) إذا كان الدبلوماسي يعمل في دولة فيها اضطرابات مستمرة والأمن فيها يكاد يكون معدوماً فيعيش حياة قلقة من خروجه ودخوله لعمله أو سكنه بل يتعدى ذلك أحياناً داخل سكنه. 3) إذا كان الدبلوماسي يعمل في دولة علاقتها سيئة مع دولته ويشوبها توتر وشك وتوجس فيدفع الدبلوماسي هذه الضريبة، حيث تقوم بعض الدول بحث بعض من جهاتها وأفرادها باستفزاز دبلوماسيي هذه الدولة إضافة لكونهم تحت المراقبة السرية المستمرة من قبل أجهزة الدولة في كل تحركاتهم وتصرفاتهم، وربما تلفق لهم تهم غير صحيحة بل يتعدى الأمر أحياناً لانتهاك حرمة الأرواح بالقتل بأن تتهاون الدولة المضيفة في حماية الدبلوماسيين المستهدفين، وأحياناً تدفع هي بقتلهم بطرق غير مباشرة وبعيدة عن عيونها، وتكون نتيجة التحقيقات بالطبع اتهام الدبلوماسي المغدور بأنه من تسبب في قتل نفسه لأسباب شخصية بينه وبين الغادر، بمعنى أن (المرحوم كان غلطان)، أو تقيد القضية ضد مجهول، ناهيك عن الاحتجاجات الرسمية من قبل وزارة خارجية الدول المعتمد بها الدبلوماسي. 4) هناك بعض الدبلوماسيين الذين يعانون من تصرفات دولهم غير المحسوبة والرعناء، مما يضطرهم أن يكونوا في مواقف حرجة مع زملائهم الدبلوماسيين الآخرين في الدول المعتمدين فيها، ويضطرون إلى الدفاع عن مواقف وسياسة بلدهم غير مقتنعين بها أصلاً، لذلك نجد دفاعهم ضعيفا وحججهم واهية، مما يدفع بعض دبلوماسيي هذه الدول إلى طلب اللجوء السياسي في الدولة المعتمدين فيها.