مقتل الدبلوماسي السعودي المسؤول عن شؤون الرعايا في سفارة المملكة في بنجلاديش خلف الشمري يعيد ذاكرتنا إلى الأحداث المؤسفة التي تعرض لها بعض من يخدمون الوطن ويمثلونه في الخارج. واستهداف الدبلوماسيين في بلدان تشهد ضعفاً في الأداء واليقظة الأمنية، يوحي لنا بمدى خطورة الوضع المرتبط بموظفي وممثلي المملكة في الخارج، الذين توليهم حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- جل الاهتمام، فها هو السيناريو يتكرر هذه المرة وتمثل في جريمة قتل بشعة راح ضحيتها أحد أبناء الوطن الغالي، الذي آثر على نفسه أن يخدم وطنه بعيداً عنه وعن أهله وذويه حباً وولاءً كغيره من أبناء وطننا المخلصين. ولم يمض وقت طويل بين قضية اغتيال الدبلوماسي الشمري وبين الأحداث الأخيرة التي نُفيت فيها الأبعاد السياسية لجريمة شبيهة باستشهاد الدبلوماسي السعودي في باكستان، وكذلك حين تمكنت أجهزة الأمن السودانية من تحرير اثنين من الدبلوماسيين العاملين في السفارة السعودية في الخرطوم كانا قد اُختطفا على يد عصابة طالبت بفدية، فيما تم تحريرهما بسلام. إن تلك الأحداث المؤسفة باتت تفرض على وزارة الخارجية أن ترفع درجة اليقظة لكل الاحتمالات تجاه ما يتعرض له ممثلوها في الخارج، وخاصة إذا علمنا أن بعض تلك الدول التي يعمل بها أبناء البلد تفتقد للأمن والأمان، وإن كان فيها أجهزة معنية بالأمن. وأصبحت الآن مطالبة بالتنسيق ما بين تلك الدول أن تؤمن الحماية الكافية كما هو معمول به لدينا في المملكة، وفيما يتعلق بأمن السفارات والعاملين فيها، فمن يدخل إلى أي سفارة داخل السعودية تابعة للدول المعتمدة، ويرى حجم الاهتمام الذي تحظى به الشخصية الدبلوماسية لدينا، سيلمس الفرق الشاسع بين ما تبذله الجهات الأمنية السعودية من أجل أمن وحماية سفارات الخارج ومنسوبيها، وبين ما يُبذل من تلك الدول التي يتعرضون لها لأصناف الأعمال الإجرامية التي لا يقرها عقل ولا دين. إن سجل الدبلوماسي السعودي المغدور حافل بالإنجاز طيلة مشواره الدبلوماسي، وفي أكثر من موقع في سفارات وقنصليات المملكة، ولم يعرف عنه، كما هو الحال لكل من يقع عليه الاختيار في تمثيل الوطن الذي شرفنا في كل المحافل إلا العمل والجد والاجتهاد في سبيل أداء الواجب، ولكن يبقى السؤال.. ماذا بعد؟