السعودية تشارك في التحقيقات وهناك من يسعى لضرب العلاقات ( الأولى ) متابعات : ووري في الثرى في مقبرة أم الحمام في الرياض جثمان الشهيد حسن بن مسفر القحطاني أحد منسوبي القنصلية السعودية في باكستان، بعد أن أديت عليه ظهر أمس (الثلاثاء) صلاة الجنازة في جامع الملك خالد في أم الحمام ،والذي قتله مجهولون بأعيرة نارية خلال توجهه إلى عمله في البعثة السعودية في كراتشي. وأدى الصلاة على الشهيد جمع غفير من المشيعين تقدمهم السفير السعودي في باكستان عبد العزيز الغدير ووالد الفقيد وأقاربه، وجمع كبير من الضباط والأفراد العسكريين. ويأتي دفن جثمان الشهيد القحطاني، بعد أن حطت طائرة خاصة أرض الصالة الملكية في مطار الملك خالد في الرياض في وقت متأخر من ليلة البارحة، حيث كان في استقبال جثمان الشهيد الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والأمير خالد بن سعود مساعد وزير الخارجية، ووالد الشهيد مسفر القحطاني وأشقاؤه وعدد من أقاربه. وفي أعقاب وصول جثمان الشهيد القحطاني، في طائرة خاصة كانت تقل عبد العزيز الغدير السفير السعودي لدى باكستان وعددا من أعضاء السفارة، أوضح الأمير خالد بن سعود في تصريحات صحافية، أن استهداف البعثة السعودية في كراتشي وموظفيها يسعى لضرب العلاقة الاستراتيجية التي تربط السعودية بباكستان، في إشارة منه إلى ''عدم وجود أي مصلحة لأي جهة في باكستان باستهداف البعثة الدبلوماسية وموظفيها''. وأعلن مساعد وزير الخارجية، عن موافقة الحكومة الباكستانية على مشاركة لجنة من بلاده في التحقيقات التي تجريها إسلام أباد في قضية مقتل الدبلوماسي القحطاني. وقال في هذا الصدد ''لقد وافقت حكومة باكستان على مشاركة لجنة من السعودية في التحقيقات.. وإن كان سيكون الدور الأساسي للحكومة الباكستانية بحكم المسؤولية''. وعما إذا كانت حكومة الرياض تحمل باكستان مسؤولية هذه الحادثة، قال مساعد وزير الخارجية ''لا.. مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية هي مسؤولية الدولة المضيفة سواء من ناحية البعثة ومقارها وموظفيها. وفي رده عما إذا كان اغتيال الدبلوماسي السعودي يسعى لضرب العلاقة الاستراتيجية التي تربط الرياض بإسلام أباد، قال الأمير خالد بن سعود ''ليس هناك شك.. الذي يستوقفنا أنه لا توجد أي مصلحة لأي جهة في باكستان باستهداف البعثة السعودية وموظفيها، السعودية وباكستان تربطهما أواصر علاقات قوية لا على مستوى الحكومات ولا على المستوى الشعبي.. فبالتالي ما حدث هو مكان استغراب وغير مفسر، لا نعلم الجهة التي يمكن أن تكون لها مصلحة من استهداف بعثة السعودية وموظفيها''. وأوضح الأمير خالد بن سعود أن ما تقوم به السعودية في حماية بعثتها في باكستان يأتي في حدود المسموح به. وقال ''ما تقوم به السعودية هو في حدود الأعراف الدبلوماسية وفي حدود ما تسمح به اتفاقية فيينا.. نحن مسؤولون عن الحراسة في داخل مقارنا.. ولكن مسؤولية حراسة البعثة الدبلوماسية وأفرادها في كل دول العالم هي مسؤولية الدولة المضيفة، ولذلك نحن نأمل ومتأكدون من أن حكومة باكستان ستقوم بالواجب وستقدم المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة للعدالة قريبا''. الشقيق الوحيد للدبلوماسي المغدور، كان الأكثر حزنا على رحيل شقيقه، حيث كان يقاوم دموعه طيلة فترة انتظار هبوط الطائرة التي تحمل جثمان أخيه المغدور. ولم يخف جار الله القحطاني، الشقيق الوحيد للدبلوماسي المغدور، عتبه على الحكومة الباكستانية، والتي رأى أنه كان يفترض بها أن تؤمن الحماية الكاملة للبعثة والدبلوماسيين خلال تنقلاتهم، وخصوصا بعد حادثة إلقاء القنابل على مقر البعثة الدبلوماسية في كراتشي قبل نحو أسبوع. وأفاد جار الله القحطاني، أن شقيقه كانت تفصله (3) أسابيع فقط عن انتهاء عمله في البعثة الدبلوماسية السعودية في كراتشي، لكنه ''انتهى قبلها'' على حد تعبيره.