المكرونة هنا ليست قاعدة الوجبات الشعبية الإيطالية المصنوعة من سميد القمح .. بل هي مسمى لطريق جداوى رئيسي يخترق عدة أحياء ويمتد عبر عدة ميادين من السياج الجنوبي لمرافق مطار الملك عبد العزيز شمالاً وينتهي في طريق فلسطين جنوباً بطول عدة أميال . لقد استمد الطريق مسماه هذا قبل أكثر من أربعة عقود .. من اسم مصنع المكرونة الذي كان مقاماً على ضفته الشرقية إذ كان أبرز معالمه يومذاك . لقد غدا مسمى هذا الطريق مثار تعليقات مضحكة أحياناً وساخرة أحيان أخرى من العديد من أطياف المجتمع .. وذلك بعد أن فقد المسمى دلالته القديمة وأنزوى مصنع المكرونة وتقزم أمام المراكز التجارية الضخمة والمباني السكنية والأسواق المركزية التي بسقت على ضفتيه … غير أن أمانة مدينة جدة لا زالت متمسكة بمسمى المكرونة .. رغم كثرة الأعلام والمعالم والأحداث في بلادنا والتي تمثل مجال إختيار خصب لانتفاء احداها كمسمى بديل لطريق المكرونة . أن هذا التمسك غير المبرر حالياً قد يرجح أن الدلالة الغذائية للمسمى تلاقي إعجاباً لدى الكثير من مسئولي الأمانة . ورغم أننا طفشنا من المكرونة .. إلا أنني لا أجاهر بالاعتراض على إعجاب أمانة جدة بالمسمى .. ولكنني استأذن بعرض تغيير طفيف .. بمعنى التلطف بالموافقة على استبدال مسمى (طريق المكرونه) ب (طريق اللازانيا) أو (طريق الأسباجيتي) .. أو حتى استبداله بمسمى (طريق الجريش) أو (المرقوق) أو (الصيادية) أو (السليق) على سبيل التجديد .. وهي مسميات ذات دلالات غذائية أيضاً ولكنها ذات جذور محلية . إذا ما جوبهت كل المقترحات السابقة ذات الدلالات الغذائية بعدم القبول لدى مسئولي الأمانة وإصرارهم على التمسك بمسمى (طريق المكرونه) فإنني أتقدم إليهم بمقترح بديل على سبيل التغيير .. ويتمثل باستبدال مسمى (طريق المكرونه) بمسمى (طريق المطبات) أو (طريق الحفر) وهي ايضاً من أبرز معالم الطريق المذكور .. إلى ذلك فهي مصدر إعجاب لدى مسئولي الأمانة الذين يحرصون على الإبقاء على تلك الحفر والمطبات ربما لأنها تؤكد على مبدأ المساواة بين طريق المكرونه وبقية أكثر طرق محافظة جدة المعمورة . لقد أزيلت معدات مصنع المكرونة وأصبح موقعه عبارة عن أرض فضاء .. إلا أن مسمى (طريق المكرونة) لا زال يمارس التطفيش يا معالي الامين .