لم تنجح الدول الكبرى والقوى العظمى على مدى التاريخ المجتمعي والإنساني في الانتصار، والسيطرة على بقية الدول واستعمارها إلا عن طريق قاعدة (فَرِّق تَسُدْ) !! وبذلك نهجت تلك الدول على بث روح العداء والتفرقة والتشكيك والتناحر بين أبناء تلك المجتمعات فيما بينها من ناحية، وبينها وبين الدول المجاورة والمشاركة لها في الديانة كالدول الإسلامية، أو الدم والسلالة كالدول العربية، أو المصير المشترك كالدول الخليجية، أو المغاربية !! ورغم نجاح تلك الخطط في كثير من الدول والمجتمعات، إلا أنها – وبفضل الله – لم يُكتب لها النجاح ولن يُكتب -بمشيئة الله- في تطبيق تلك القاعدة على دول الخليج العربي.. خصوصاً بعد خروج المملكة المتحدة من منطقة الخليج العربي !! فتاريخياً تعد دول الخليج من أهم المناطق الحيوية والاستراتيجية في العالم استنادًا إلى عدة اعتبارات كموقعها الاستراتيجي، وأهميتها الاقتصادية المتمثلة في معدّلات التبادل التجاري مع دول العالم، فضلاً عن كون المنطقة أهم مستودع للنفط في العالم؛ إذ تمتلك أكثر من ثلثي الاحتياطي العالمي من النفط؛ بما يحمله ذلك من تأثير على النمو الاقتصادي العالمي. ومن ناحية أخرى، تمثل دول مجلس التعاون الخليجي تركيبة سياسية متجانسة، تجمعها التجربة التاريخية، ويربطها الموقع الجغرافي والحدود المشتركة. وانطلاقًا من أهميتها وارتباطها ببعضها البعض برزت أهمية وجود كيان جماعي يعبِّر عن المصالح المشتركة لتلك الدول، ويتفاعل مع الأحداث الإقليمية والدولية المحيطة تأثيرًا وتأثرًا، واستجابة لبعض المتغيرات والمعطيات الإقليمية والدولية. وبالفعل، فقد تمَّ الإعلان عن إنشاء المجلس خلال اجتماع قادة دول الخليج الست (المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، عُمان) في أبو ظبي خلال الفترة (25-26) مايو/أيار 1981، وأُطلق على هذا الاجتماع قمة التأسيس؛ حيث تم خلاله التوقيع على النظام الأساسي للمجلس، والذي هدف إلى تحقيق التعاون بين دول الخليج الست، وتنمية علاقاتها، وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات، وإنشاء المشاريع المشتركة، ووضع أنظمة متماثلة في جميع المجالات بما يخدم مصالحها، ويقوي قدرتها على التمسك بعقيدتها وقيمها!! ولعل زيارة ملك الحزم لدول الخليج العربي، وما استقبل به من تلك الدول حكومة وشعباً من حفاوة وحباً وتكريم، لدليل واضح وبيان صارخ بتماسك وتلاحم وتعاضد تلك الدول. دول الخليج وكما يعلم الجميع؛ مصيرها مشترك!! فهي أجساد ستة بروح واحدة !! ولعل المشروع الضخم الذي سيؤدي للنجاح العظيم سيولد مع بزوغ فجر الاتحاد الخليجي المشترك، على غرار الاتحاد الأوربي المشترك!! فالوحدة الخليجية في ظل هذه الظروف والأوضاع الدولية والمتغيرات السياسية العاصفة، أصبحت أمرًا ضروريًا وحيويًا بل ومصيريًا !! مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد الله اكبر يا خليج ضمنا أنا الخليجي أنا الخليجي وافتخر أني خليجي.. [email protected] [email protected] مرتبط