حملت القمة الخليجية التشاورية الثالثة عشرة أمس رسالة طمأنة وتفاؤل إلى المواطن الخليجي بأن المجلس يقف كصخرة صلبة في وجه المخططات الخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار تلك الدول تارة بالتدخل في شؤونها الداخلية وتارة أخرى بمحاولة زرع بذور الفتن الطائفية في مجتمعاتها المتآلفة، وحيث أكدت تلك الرسالة في مضمونها الشامل أن لقاءات القادة الخليجيين تشكل دوما قوة دفع لتعزيز العمل الخليجي المشترك، وأن التلاحم القوي الذي يجمع شعوب وقادة تلك الدول ذات المصير الواحد والأهداف الموحدة في مواجهة التحديات المتزايدة التي تمثلها التدخلات والتهديدات الخارجية تزيد متانة تلك اللحمة، وتعتبر في الوقت ذاته تجسيدًا لما يكنه مواطنو دول المجلس من وفاء وحب ومؤازرة لقادتهم والالتفاف حولهم لدفع المسيرة الخليجية قدمًا نحو تحقيق أهدافها الخيرة التي تنشد الوحدة والرخاء والاستقرار لمواطني الخليج في كافة دول المجلس، إلى جانب ما عكسته من حرص المجلس على توفير الدعم المادي والمعنوي للشقيقتين البحرين وعمان لأن تحقيق مجتمع الرفاهية والرخاء في كافة دول المجلس الست هو هدف استراتيجي يحرص القادة الخليجيون على أن يشكل أولوية دائمة في الأجندة الخليجية. ولعل ما زاد من أهمية تلك القمة التي احتضنتها الرياض أمس أنها الأولى بعد حالة الفوران التي تشهدها المنطقة العربية منذ مطلع هذا العام، كما زاد من أهميتها نجاح دول المجلس في الآونة الأخيرة في اتخاذ العديد من المواقف والمبادرات الهامة، خاصة بالنسبة للتطورات الخليجية والعربية، وعلى الأخص بالنسبة للأزمة اليمنية ممثلة بالمبادرة الخليجية التي لا تزال تشكل الآلية الأكثر واقعية في حل تلك الأزمة ووضع نهاية لحمام الدم النازف في اليمن الشقيق. حمل مجلس التعاون للهم الخليجي والهم العربي عبر مواقفه الصلبة ومبادراته الخيرة ودعمه المتواصل للقضايا الخليجية والعربية يؤكد على الدور الكبير لدول المجلس وتأثيره المتزايد في مختلف القضايا الخليجية والعربية، خاصة وأنه يملك بالفعل القدرة على الاضطلاع بأعباء هذا الدور الذي أثبتت الأحداث والتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة على إيجابيته وأهميته في تفعيل القدرات الخليجية والعربية في اتجاه تحقيق الأهداف والمصالح العليا وتجنيب الأمة الوقوع في مخاطر الفتن والانقسامات والحروب الأهلية.