في التراث الهندي يحكى أن سلحفاة ثرثارة كانت تعيش في إحدى البحيرات البعيدة ، وكان يأتي إليها (عند البحيرة) من حين إلى آخر بطتان للتزود بالطعام ، فنشأت بينهما وبين هذه السلحفاة صداقة حميمة ، فعرضت البطتان على السلحفاة السكن معهما في كهفهما الذي كان في أعالي جبال الهيمالايا بعد أن أغروها بجمال المكان ودفء الكهف ، فوافقت ، لكنها تساءلت : ( كيف يمكنني البلوغ لذلك المكان المرتفع ؟ ) فقالوا : ( الأمر سهل ، لدينا هذه العصا ، إحدانا ستحملها بمنقارها من طرف ، والأخرى ستحملها من الطرف الآخر ، وكل ما عليك فعله هو أن تتمسكي بها ، ضعي فمك القوي هنا وعضي على العصا بقوة ونحن سنطير بك إلي هناك ، ولكن علينا الحذر جميعاً ، يمنع الكلام إطلاقاً ، بالنسبة لي ولأختي البطة الأخرى ندرك ذلك ، لكن ماذا عنك أنت أيتها السلحفاة ؟ هل ستلتزمين بالصمت إلي أن نصل ؟ ) فقالت : ( نعم .. إنه أمر سهل واستطيع القيام به ) . أقلع الأصدقاء الثلاثة ، وحينما بلغت الرحلة منتصفها وغدت المدينة تحتهم رأى بعض سكانها المنظر فتملكهم العجب !! صاحوا وهم يشيرون إلي السماء ???? انظروا ، بطتان وبينهما سلحفاة تطير ) ، وعندما سمعت السلحفاة حديثهم غلبها طبع الثرثرة ، فأرادت أن تلجمهم بقولها ???? وما دخلكم أنتم أيها البشر الأغبياء ) ، لكنها لم تستطع أن تكمل جملتها ، فما أن فتحت فمها حتى سقطت على الفور في إحدى باحات المدينة ، وانفلقت إلي شطرين ، وماتت ، فتجمهر الناس حولها وهم يتساءلون ، أين كانت هذه السلحفاة ؟ فقال أحدهم كانت هناك مع تلك البطتين تحلق في السماء ؟ فقال البعض : مستحيل !! إنها سلحفاة ؛ والسلحفاة لا يمكنها أن تطير ! فقالوا : لا أحد يعلم كيف تمكنت من بلوغ هذا المستوى من الكفاءة والقدرة على الطيران ، لكنها طارت على أية حال .. هذا ما رأيناه بأعيننا . فقال أحدهم : إن كنتم صادقين وأنها بالفعل كانت تطير فما الذي أسقطها إذن ؟ فسكتوا جميعاً .. فتقدم منهم أحد الحكماء وقال ???? الذي أسقطها هو لسانها ) . كم من شخص كان محاطاً بهالة الوقار وأسقطه لسانه ، وكم من شخص كان محلقاً مع سرب أصحاب المعالي وأسقطه لسانه ؟ وكم من شخص كان في عمله صاحب سعادة وأسقطه لسانه ؟ اللسان هو ترجمان الوعي والفكر والأخلاق ، فمن أراد أن يقرأ الناس مدى وعيه ، ومستوى فكره ، وحقيقة أخلاقه فليطلق العنان للسانه . @ad_alshihri [email protected]