لقد اشتهرت بعض الشعوب بميزة النكتة وصفة الفكاهة، حتى اشتهرت بتلك العادة التي يعشقها الإنسان، ركضاً وراء الابتسامة، وهرولة خلف الدعابة، ليس من باب العباطة!! لكن كانت لتلك الشعوب الحل السليم والطريق القويم، للهروب من واقعهم الأليم، نتيجة للعطالة والبطالة، حالة وأي حالة؟!! ظروف معيشية صعبة، واحوال اقتصادية اصعب!! من أجل كل هذا كان لابد من متنفس لهم، ومتنزه تستلقي فيه أنفسهم المتعبة، ونفسياتهم المدمرة، وأجسادهم المنهكة، وتفكيرهم اليائس!! وإذا نبعت النكتة من وسطهم، واشتهرت بلهجتهم، وامتزجت بلكنتهم، وصورت معاناتهم، واحوالهم فقد نجد لهم عذراً، ولتصرفهم مبرر!! لكن أن تنتشر النكتة، والسخرية، والاستهزاء، والتعليقات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وصنوفه المتنوعة، ولشعب عيشه مطمئن، وسعيه مستقر، وأمنه مستمر!! فهو بلا شك ليس بشيء طبيعي، ولا أساس له أصلي !! بل هو عمل مدروس، وفعل مدسوس، وتصرف محسوس، من أعداء هذا المجتمع، وكارهيه، والناقمين عليه وحاقديه!! سعياً في الوصول للنتائج المرجوة، وأقلها؛ إرساء نظرية التحطيم الداخلي للمجتمع، عن طريق كره المجتمع لبعضه البعض، بنشر النكت والتعليقات القبلية التي تشعل فتيل العنصرية!! مستهدفين بعض القبائل بالنكات، والبعض الآخر بالبخل، وثالث بالغباء!! وهكذا!! مسلسل ذو حلقات، كل حلقة منه تحمل فكرة خبيثة، تبدأ كنكتة وتنتهي كصفة !! ونحن نتداولها ونتضاحك عليها!! ولا نعلم أننا نضحك على انفسنا!! ونتضاحك على أحوالنا !! عجيب أن تمر علينا مثل تلك الأساليب، وتنطلي علينا مثل تلك الحيل !! والأعجب من ذلك أننا نمر عليها ونمررها للغير دون تنفنيد وتمحيص!! دون تحليل وتفسير!! بل دون قراءة مابين السطور!! فهذا السعودي ابو فنيلة وسروال، صفات الصقت به لتكرهه النساء من بني جلدته – السعوديات -، ولينظرن لصاحب البجامة، والروب!! والربطة والبنطال!! وهذه أم ركب سود، وكيعان كالحيود!! نعم ليست مثل الأجنبية التي توصف بأنها كالزبدة!! حتى يكره الرجل أهله!! والشاب بنات مجتمعه!! وينظر لمن وصفت ( بلهطة القشطة)!! خاب وخسر من كان عوناً لنشر فكر الأجندة الخارجية، عن طريق إنجاح مخططاتهم، وتحقيق خططهم، ونيل مطلبهم!! لم يعد نشر الإشاعة عن المجتمعات المستهدفة هو الطريق الوحيد، ولا السبيل الأوحد!! بل أصبح يسير جنباً إلي جنب مع فن النكتة والضحكة، والاستهزاء والسخرية، ليس بجانب واحد من المجتمع، بل بكل جوانبه، وكل مكوناته، بهدف زعزعته، وزلزلة استقراره، واختلاف تجانسه، وتشتت وحدته، وتفكك تلاحمه وتكاتفه!! فيسهل على الأعداء الاستيلاء والسيطرة عليه!! فهل نقف وقفة تبصّر وتأمل، بتروي وتمعن، ورؤية صادقة وتحضر؟!! حتى نعرف ما يقال عنا؟!! وماذا يحاك ضدنا؟!! هذه صرخة مواطن، وتألم وطن !! الرياض