جدة البلاد لم يعد خافياً على احد استخدام السينما وتحويل غرضها من الامتاع والترويح عن الناس الى اداة جديدة من ادوات التأثير والاستلاب السياسي، وانتشرت هذه الايام الكثير من الافلام التى تحقق هذا القرض، كسلسلة الافلام التى تعرض لها هوليوود هذه الايام عن حياة شعوب البلاد التى شهدت حروبا وصراعات مسلحة، مثل العراق وافغانستان، وتعود نظرية دعم "هوليوود" للسياسة الأمريكية للواجهة من جديد من خلال فيلم يوثق لحياة العراقيين بعد الغزو الامريكي للبلاد، اذ مرر مخرجه الكثير من الرسائل التى تخدم المصلحة العامة لأمريكا. ويرى المتخصص في النقد السينمائي خالد مجدوب، ، أن السينما تحولت من اداة للترفيه والامتاع الى سلاح خطير يستخدم لتمرير رسائل معينة ولتمرير أجندات سياسية معينة ولنشر أيديولوجيات خاصة ببعض الدول وبعض الثقافات. وأضاف أن الجمهور غالباً يكون غير مدرك وغير واع، وعادة ما يتعرض لنوع من التأثير ولا يدرك أن هناك رسائل تمرر عبر هذا الفيلم أو ذاك. وأشار إلى أن هذه الرسائل عادة ما تدعم أيديولوجيات معينة وأفكاراً مهمة لتدعم سياسات لدول كبرى، فالمشاهد العادي عادة لا يدرك هذا الشيء، لكنه يخرج من الفيلم متأثراً ومتطبعاً بما أرادوا له أن يتأثر به. ويرى مجدوب أن واشنطن تستخدم هوليوود كأداة فعالة جداً وسلاح فعال جداً لتمرير رسائلها السياسية منذ زمن، فجاء Argo في وسط حالة الإحباط التي يعيشها المواطن الأمريكي في ظل الأزمة الاقتصادية وهزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية، فالشعب الأمريكي أصبح في حاجة لأن يتذكر بعض البطولات التي يمكن أن ترفع من الحالة المزاجية لدى المواطن الأمريكي عامة. فكان من الضروري أن يعرض هذا الفيلم في هذا التوقيت لتذكير الشعب الأمريكي بالقيم والمفاهيم والمثل التي تمثلها هذه الدولة الكبرى (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، "فقط ليذكر المواطن الأمريكي بأن دولته ما زالت الدولة العظمى الوحيدة في العالم". وكان فيلم Spider-Man الذي أنتج في 2002 مهماً جداً في تمرير تلك الرسائل السياسية، حيث إن البطل الخارق كان يجسد أمريكا بكل قيمها ومثلها. يرى مجدوب أن توقيت عرض الفيلم كان مهماً جداً، لأن في 2002 كانت أمريكا بأسوأ حالة نفسية مرت بها في تاريخها الحديث، فكانت تلك الفترة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر فقد اهتزت ثقة الأمريكان بأنفسهم. وأضاف مجدوب: "كان الخطاب مباشراً في ذلك الفيلم، فنرى Spider-Man يهجم مباشرة على العدو الذي يريد تدمير مدينة نيويورك، فالأمريكان كانوا في حاجة إلى الدفاع عن أنفسهم حتى ولو عن طريق التمثيل السينمائي". وأرادت الإدارة الأمريكية أن تشعر الشعب الأمريكي بأن هناك أحداً يحمي ظهورهم.