لكل مرحلة في حياتنا بداية ونهاية، وإن لم تكن هناك نهاية حاسمة فبالتأكيد هناك بداية جديدة، وليس دائماً البداية جيدة والعكس صحيح، فأحياناً تكون البداية متعثّرة ومن ثم تتحسّن الأمور، وقد نبدأ بداية ممتازة ونواجه عثرات كثيرة في منتصف الطريق، فإما أن نقرّر مواصلة الرحلة مهما كانت النتائج أو وضع نهاية لنُجنّب أنفسنا العناء. نمر بمراحل جميلة وأوقات سعيدة فنتمنى أن لا تنتهي، ولكن النهاية حتماً آتية مهما طالت المدة، والمقولة المشهورة أن الأوقات السعيدة دائماً تنتهي سريعاً في حين أن الأحزان والتعاسة أوقاتها بطيئة وطويلة، لكنها تمر لا محالة، وعندما تنتهي مرحلة تعيسة من حياتنا نتأمل تفاصيلها وننظر لها وكأنها فيلم مرعب مرّ بنا فنستغرب قوتنا وصبرنا على تلك المرحلة ونحمد الله أنه ألهمنا الصبر والقوة، كل ما نمر به من أحزان وظلم وظروف عصيبة سينتهي يوماً ما، وما هو إلا اختبار من الله تعالى لنتقرّب منه أكثر، وليكون هو ملجأنا ولنضع ملفات قضايانا عنده فيحكم بالعدل ويستعيد لنا حقنا ويعاقب من يستحق العقاب ممن آذانا ويكافئنا على صبرنا وتَحمّلنا لتنتهي تلك المرحلة وتبدأ مرحلة جديدة نطبّق فيها ما تعلّمناه من دروس وحِكم من التجارب السابقة!. بعض المراحل نتوقع أنها انتهت من حياتنا ونعتقد أن أبطالها تلاشوا من واقعنا، ولكن بعد حين نُصادفهم ونجد أنفسنا من جديد نتعامل معهم، بل ونبدأ معهم بدايات جديدة لا تخلو من الترّقب والغرابة، فتأمل ذكرياتنا معهم ونسترجع صوراً جميلة وأخرى مؤلمة ونضعها جانباً ونقرّر التقاط صور جديدة نضمّها لألبوم الذكريات، فالمشاعر أقوى أحياناً من قراراتنا التي قد نعتقد أنها صائبة!. مراحلنا الدراسية كانت من أصعب المراحل إلاّ أنه بعد حين نكتشف أنها من أحلى المراحل ونتمنى لو نعود لصفوف الدراسة والانتظام الدراسي، وقد لا يشعر بذلك الطلبة الذين يعودون اليوم للمدارس ويبدأون بداية عام جديد يتطلعون فيه للنجاح، ولكن بعد المثابرة والجد والنجاح في آخر المرحلة سيشعرون بالسعادة، كما شعروا بها مع انتهاء امتحاناتهم وبدء الإجازة الصيفية التي هي بدورها وصلت للنهاية وأعلنت بداية جديدة لعام دراسي جديد!. البداية تحتاج إلى عزم وجد في كل أمور حياتنا، فحتى العلاقات الإنسانية تكون صعبة في بدايتها إلى أن يتأقلم الناس مع بعضهم ويتآلفوا، وتبدأ القصص بينهم فإما أن يستمروا لأطول فترة ممكنة وإن مرّوا بمطبات، أو أن يختاروا طريقاً آخر قد يكون أفضل وأيسر. استمتعوا بالبدايات لأنها وإن كانت صعبة ويحفّها الحذر إلاّ أنها جميلة وتوثق لحظات ومواقف رائعة لن تتكرّر، ولا تشغلوا أنفسكم بالنهايات لأنكم لا تعرفون كيف ستأتي وما هي صورها وبأي شكل ستكون!. بداية موفقة لكل الطلبة في عامهم الدراسي الذي نتمنى أن يشهد ارتفاعاً في نسب النجاح، واستمرارية ناجحة لكل الموظفين بعد نهاية إجازتهم وعودتهم لواقع وظائفهم!.