يحتل الوضع في الغابون هذه الأيام صدارة الأحداث على الصعيد الدولي عقب رفض المعارضة نتائج الانتخابات التي أفضت إلى فوز الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو أوديمبا (57 عاما) فيها بنسبة 49.80 وما تلاها من أعمال عنف، ما أعاد إلى الواجهة اسم عائلة بونغو التي استفردت بالسلطة طيلة خمسين عاما في هذا البلد الذي يعيش ثلث سكانه في الفقر على رغم عائداته النفطية إضافة إلى ثرواته الغابوية والمعدنية. ومنذ انضمامها مؤخرا إلى منظمة أوبك وارتفاع نصيب الفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي إلى عشرة آلاف دولار، صارت الغابون إحدى أغنى الدول الأفريقية، لكن أغلب الثروة تتركز في أيدي نخبة ضيقة. وتحكم عائلة بونغو الغابون منذ 1967، ووصل علي بونغو الابن إلى السلطة في 2009 شهرين بعد وفاة والده عمر بونغو، وهذا عقب انتخابات رئاسية استقبلت بنوع من الترحيب من قبل الأوساط الدولية. أحداث العنف التي هزت العاصمة ليبرفيل عقب الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، أفرزت ردود فعل دولية مختلفة، كان أبرزها تلك التي صدرت من باريس التي عرفت منذ عقود لدعمها للحكم في بونغو. وطالبت فرنسا على لسان الرئيس فرانسوا هولاند "بمسلسل يضمن الشفافية" في هذه الانتخابات، كما دعا وزير الخارجية جان مارك أيرولت إلى إعادة عد الأصوات في جميع المراكز الاقتراع "مركز تلو مركز".