أن يعمل الحوثيون بتوجيهات من طفل الأنابيب الإيرانية عبدالملك الحوثي وولي أمره من الداخل علي عفاش على تهديد حدود المملكة فإن ذلك لا يعني أكثر من تأكيد الجهل الذي يتمتع به الطرفان في كل من صنعاء وصعدة. حدث ذلك ويحدث في الوقت الذي يدرك الجميع أن المملكة لا تريد أن تصل إلى مستوى الغضب في حجم الرد. بقدر ما تحاول أن تعمل على صد العدوان دون الذهاب إلى ما هو أبعد من إعادة الأمل. ولعل الفترة التي اطالت أمد الوضع الراهن في اليمن تجاه التحرير الكامل وعودة بسط الشرعية على جميع الأراضي التي يحتلها الانقلابيون. لم تكن ترتهن إلاَّ لسبب واحد.. وهو المخاوف التي تسيطر على قوات التحالف بقيادة المملكة من أجل أن تكون حرباً نظيفة من تعرض المدنيين إلى إصابات وقد تم الحفاظ على ذلك منذ بداية عاصفة الحزم. ولكن خبث النوايا وجرائم الأطراف هناك كانت جميعها أسوأ من وصفها بأنها تجاوزت كل تجارب المجرمين.. والحاقدين وأكثرهم تخلفاً وجهلاً. وهي جرائم لم تكن لتحدث لولا أن أعداء الأمة والوطن من داخل وخارج اليمن لم يقرروا بعد الخروج عن الإنسانية في عالم اليوم من استخدام الاطفال وتخديرهم..والقذف بهم إلى الصفوف الأمامية من حرب يدرك قادتها دون أي حوار على أنهم فيها خاسرون. هذا بالإضافة إلى وضع الأسلحة في المدارس داخل اليمن وبين السكان.. وهنا دعونا نشير إلى ما كان قد قاله علي الفاسد الذي حكم اليمن على مدى أكثر من 30 عاماً حين سألوه بعد أن وقف إلى جانب صدام حسين في غزو الكويت.. وما إذا كان سيفتح جبهة ضد السعودية مع تطور الأوضاع في تلك الفترة؟. فأجاب بقوله في مقابلة تلفزيونية: نحن لن نستطيع مواجهة السعودية فهي بلد كبير ويمتلك قوة اقتصادية وعسكرية. وللمملكة ثقل سياسي كبير. ثم أردف قائلاً: يا أخي طائرات الايواكس لديهم تكشف كل المواقع اليمنية. ولديهم قوة كبرى في سلاح الجو. فكيف يمكن مواجهة السعودية.. ومن الجنون أن ندخل في حرب غير متوازنة معهم. و ذلك في العام 1991م حين كان علي صالح يحلم أن صدام حسين سوف يكون بديلاً لإيران اليوم. لكنه كان بجهله يراهن على الحصان الخاسر الذي كان يعتقد أنه في طريقه ليكمل عملية الالتفاف من الشمال إلى الجنوب. ثم لم يكن أمام ذلك الأرعن العفاش إلاَّ ان يتحفظ على ما بقي من جهله ويعود صاغراً إلى الاعتذار للمملكة ودول الخليج بعد فترة من تحرير الكويت. واليوم .. وإذا كان المخلوع يرسل صبيان عدو الأمس لضرب مواقع حدودية للمملكة كما هو الحال في إطلاق مقذوف إيراني الصنع على أحد المواقع السكنية في نجران فإنه أيضاً يدرك أن ذلك ليس أكثر من التأكيد على أن تلك ممارسة خارج حدود العقل والقيم وأخلاقيات الحروب. خاصة وقد استهدف مدنيين أطفالاً آمنين. وذلك في الوقت الذي كان التسريب الذي تحدث فيه أمس الأول يؤكد عدوانية المخلوع حين توعد أهالي تعز بأنه سوف يلاحقهم طوال حياته. وأنه سوف يقتص منهم قرية – قرية. لأنهم من أشعل شرارة اسقاطه من الحكم. هكذا أضاف عفاش حديثاً جديداً لما كان قد قاله في السابق عندما وجه بقوله:دمروا كل جميل في تعز.! ومن خلال سيناريو علي المخلوع في السابق وفي الحاضر.. ها هو مازال يحلم بأن تعيده السعودية إلى حكم شعب اليمن بالمواصفات والمقاييس التي يريد.. وبعد كل هذه الجرائم في حق أبناء ذلك البلد الشقيق.. وبعد ما انكشف ما كان مستوراً وهو حجم المساعدات التي كانت تدفعها المملكة للأشقاء ثم يتضح أنه كان يسرقها ويحتفظ بها لمثل هذه الظروف من ممارساته القذرة ضد اليمن وجيران اليمن. كما أنه مازال يحلم بالخروج من الحظر على أرصدته التي هي في الواقع من الأموال المنهوبة من شعب اليمن إلى الخارج. ويبقى طفل الأنابيب السياسية لأحلام ولاية الفقيه أصغر من أن يكون بالغاً إلى الحد الذي يستطيع من خلاله أن يهدد الحدود. ويبقى جيشنا عظيماً بقدراته وأخلاقياته وعطفه في نفس الوقت على الجوانب الإنسانية وثقافة أخلاقيات الحروب. وأهمية الشعب اليمني الذي يعيش بيننا عدد كبير منه وإدراك المملكة حكومة وشعباً بأننا لا نختزل الشعب اليمني في شخصية كل من عفاش والحوثي..وأتباعهم من جهلاء العصر الحديث. [email protected] — Twitter:@NasserAL_Seheri