قال سكان إن آلاف النازحين تدفقوا عائدين إلى مدينة منبج في شمال سوريا بعدما طرد مقاتلون بدعم أمريكي آخر مسلحي داعش من المدينة التي كانت معقلهم. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة أنها سيطرت بالكامل على المدينة القريبة من الحدود مع تركيا بعد خروج آخر ارهابيي التنظيم الذي كان يستغل المدنيين كدروع بشرية. وقال مسؤول بالقوات وأقارب على صلة بسكان في منبج إن مئات السيارات والمركبات التي تقل عائلات وأمتعتهم دخلت إلى المدينة. وكانت معظم تلك العائلات لاذت بمخيمات مؤقتة ومناطق ريفية خلال حملة استمرت على مدار شهرين. وقال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن الآلاف شرعوا في العودة إلى المدينة وإن المحال بدأت في فتح أبوابها لتعود الحياة إلى طبيعتها. وأظهرت مواقع إخبارية موالية لقوات سوريا الديمقراطية عائلات مبتهجة كانت محاصرة أثناء القتال. وتحدث أفراد العائلات عن حياتهم الصعبة تحت سلطة التنظيم الذي فرض مظهرا معينا على عامة الناس. وقال سوري من منبج على صلة بأقارب له هناك إن مقاتلي داعش خرجوا أخيرا بعد التوصل إلى اتفاق أمن رحيلهم ومعهم نحو ألفي مدني آخر يعتقد بأنهم أقاربهم تحركوا جميعا نحو جرابلس القريبة من الحدود مع تركيا. وقال مصدر كردي إنه ليس واضحا حتى الآن ما إذا كان المغادرون رهائن أم أنهم غادروا المدينة طواعية. وشنت قوات سوريا الديمقراطية -التي شكلت العام الماضي من تجنيد مقاتلين عرب تم ضمهم لوحدات حماية الشعب الكردية- عملية بدعم ضربات جوية قادتها الولاياتالمتحدة في نهاية مايو أيار بهدف طرد التنظيم الارهابي من المناطق التي تسيطر عليها بطول الحدود التركية. * ضربة للمتشددين وتمثل خسارة منبج ضربة قوية للتنظيم الارهابي نظرا لأهميتها الاستراتيجية حيث كانت تعمل كطريق لنقل المسلحين الأجانب والإمدادات على الحدودالتركية. وتمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأمريكية دورا مهما على الأرض أكثر الانتصارات طموحا تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سوريا منذ أن شنت الولاياتالمتحدة حملتها العسكرية ضد داعش قبل عامين. وعزا درويش سرعة عودة الحياة للمدينة إلى الحملة البرية والجوية التي قال إنها نجحت في عزل عدد من المناطق التي بقي فيها آلاف المدنيين رغم اشتعال القتال. ورغم كثافة الضربات الأمريكية التي أصابت جسورا وعددا من المستشفيات وصومعة كبرى إلا أن حجم الدمار في المدينة بدا أقل بكثير مقارنة بالدمار الذي شهدته مدن أخرى في الصراع السوري. ومازالت قوات سوريا الديمقراطية التي أزالت نحو 13 ألف لغم حتى الآن تداهم عددا من الأحياء بحثا عن خلايا نائمة من المتشددين يشتبه بأنها مازالت ناشطة. وقال ساكن سابق في المدينة إنه تلقى إفادات من أفراد بعائلته بأن وحدات حماية الشعب الكردية القوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية احتجزت عشرات الشبان قبل فحصهم لمخاوف من انتماء بعضهم للخلايا النائمة. وتعزز استعادة منبج مكانة الأكراد الذين يسيطرون على نحو 400 كيلومتر على طول الحدود السورية التركية. وظلت واشنطن لفترة طويلة مفتقدة لوكلاء لها على الأرض لكنها وجدت ضالتها للمرة الأولى في قوات سوريا الديمقراطية.