نقلت وكالة "آكي" عن مصادر دبلوماسية قولها إن جهاز الاستخبارات التركية تلقّى تحذيرات و"معلومات مفيدة" من فرنسا تتعلق بالتحضير لانقلاب محتمل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان قبل أيام، وهو الأمر الذي ساعد في إحباط الانقلاب. وأوضحت الوكالة أن المعلومات التي قدمتها فرنسا دفعت بالقوات الأمنية والعسكرية في تركيا لاتخاذ إجراءات استباقية لإفشال الانقلاب. وأكدت المصادر أن هذه المعلومات وصلت للأتراك قبيل ساعة الصفر بيومين على الأقل، لكنها لم تحدد ساعة الانقلاب، بل كشفت الإطار العام للانقلاب. وحسب المصادر، فإن المعلومات الفرنسية كانت مفاجئة بالنسبة للأتراك، خاصة وأن مبدأ حصول انقلاب كان أمراً خارج الحسابات. وأكد الجيش التركي، في بيان له الثلاثاء 19 يوليو/تموز، أنه تلقى معلومات استخباراتية عن الإعداد لانقلاب من قبل مجموعة من العسكريين في البلاد قبل ساعات من محاولة تنفيذه. وجاء في بيان الجيش: "تلقينا معلومات استخباراتية، يوم الجمعة في الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي تشير إلى وقوع انقلاب عسكري، وحذرنا جهات مهمة في الدولة وأصدرنا أوامرنا للاستعداد لمواجهة ما يجري". وأكد البيان: "غالبية عناصرنا لم تكن لها علاقة بالانقلاب الفاشل، وسيواجه المسؤولين عنه أشد العقوبة"، مضيفا أن القوات المسلحة التركية أصبحت تسيطر على كامل أراضي البلاد. وهل كانت تركيا أكثر حرصا على مواجهة الانقلاب وفقا للمعلومات الفرنسية؟. هذا وكانت مجلة "نوكتا" التركية قد أفادت في وقت سابق بأن هيئة الاستخبارات القومية التركية كانت على علم بشأن تحضير محاولة الانقلاب قبل عدة ساعات من تنفيذها وأبلغت قيادة الجيش بذلك. وبحسب "نوكتا" فإن الاستخبارات التركية كانت حصلت على معلومات حول تحضير لمحاولة انقلاب يوم الجمعة 15 يوليو/تموز في الساعة 16:00. وفي الساعة 16:30 قام نائب مدير هيئة الاستخبارات القومية التركية حاكان فيدان بابلاغ نائب قائد القوات المسلحة التركية ياشار غولير عن ذلك. بدوره أمر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية خلوصي آكار في الساعة 18:30 بإغلاق المجال الجوي التركي للطيران، وفرض حظر لتنفيذ تحليقات الطائرات الحربية وتحرك القوات والمدرعات. وذكرت المجلة أنه كان من المخطط لبدء الانقلاب في الساعة 3:00 صباحا يوم السبت 16 يوليو/تموز، غير أنه بدأ في الساعة 21:00 يوم الجمعة 15 يوليو/تموز، وذلك بسبب فك سرية خطط الانقلابيين. تجدر الإشارة إلى أنه بحسب المعلومات الأخيرة أدت محاولة الانقلاب في تركيا إلى مقتل 208 أشخاص وجرح حوالي 1500 آخرين بين المدنيين والقوات الحكومية.