هناك شركات تعمل باستراتيجية بعيدة المدى وتدفع باستثماراتها إلى فضاء أوسع بمبالغ وأرقام كبيرة وتركز على أرباحها بالأجل الطويل وتعمل على كسب أسواق جديدة بمنتجات مختلفة واستقطاب عملاء جدد، وهناك شركات تعمل على أرباحها بالأجل القصير محتفظة بأسواقها ومتمسكة بعملائها وتسعى لتخفيض مصاريفها وبيع للعملاء المعروفين بتنافس سعري. الفرق بين الشركتين أن الأولى شركات مخاطر تراهن وتتفاءل وترى النجاح في المستقبل أكثر بزوغاً ومحققا لأحلامها وأمانيها ،بينما الشركة الثانية فهي ترى الأرقام الحقيقية للسنة الحالية وحساب الأرباح والخسائر،ولا تفسر ما يحدث مستقبلا فالواقع بين يديها وهو الذي يحكم تصرفاتها وعلاقاتها . الأولى شركات رجال الأعمال الذين يخططون. الثانية للتجار الذين يحرصون على النتيجة السريعة الملموسة . لكن هناك شركات من نوع آخر شركات تخسر باستمرار إلا فيما رحم الله منها الشركة التي تضع كل أو معظم مواردها في مشروعات لأجل طويل ولا يمكن أن تحقق أرباحاً في الأجل المتوسط أو القصير وتعتبر هذه الشركة خاسرة لعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها وأيضاً لا تستطيع أن تسوِّق مشروعاتها بأقل من تكلفتها إن وجد من يشتري تلك المشروعات . وفي المقابل هناك بعض الشركات التي يطلق عليها التضخم ترتكز على نموها وتهمل الأرباح فهي تضع أموالها في مشاريع لا تدر أرباحاً في الأجل القصير، فهي تتضخم من ناحية وتتعثر من ناحية أخرى ،وسبب التعثر هنا عدم القدرة على تسديد مستحقاتها القصيرة. وفي حالة قدرتها على جدولة مدفوعاتها لأجل طويل قد يؤدي إلى نجاحها إذا تولدت أرباحاً من مشاريع طويلة الأجل . كما أن هناك شركات كل همها الأرباح السريعة ، ويؤدي ذلك إلى عدم نموها فيصيبها عجز في المنافسة وليست لها خطة مستقبلية وتركيزها دوماً على التدفق الربحي في نهاية كل سنة مالية دون توجه مستقبلي للشركة . أما الشركة المفيدة تعمل على النمو والأرباح في آن واحد فهي متجددة الإنتاج، وتعتبر هذه الشركة المؤثرة في الأسواق أو المتفوقة على كل النماذج السابقة بسلوكها المزدوج (نمو وأرباح). لا تُولَد الشركة متفوقة وإنما تمر بمراحل قبل أن تحقق التفوق وتقع في مخالب أنواع الشركات الأخرى إما أن تكون متضخمة أو قليلة الربح أو نحيلة لا تستطيع أن تنمو . كثير من الشركات كانت فاحشة التضخم لأن استثماراتها لا تؤدي إلى نتيجة إيجابية فتأثرت أرباحها التي لا ترقى إلى مستوى الاستثمار الذي أخذ منها جهدها وأموالها . ومدى قدرة الشركة وصبرها وايمانها باستثمارها تفوق في النهاية وأدى النتيجة الإيجابية للتفوق . لكل جواد كبوة .. ولكل مجتهد نصيب .. وقد تستثمر وتحقق نجاحا ً.. وقد لا تستثمر وتحقق نجاحاً ودراسات الشركات وموظفيها والعاملين بها مهما كانت قدرتهم الفكرية والمالية ونظرتهم المستقبلية فإنهم يقعون أيضاً في فخ لم يعمل حسابه … لكن اعمل وتوكل … ولا تستسلم. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. لا خاب من استخار وعمل واستشار. [email protected] فاكس:6514860