امتداداً للمسيرة التي انطلقت قبل أكثر من سبعين عاماً (رجب 1366ه)، في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – صدر العدد (856) لشهر شوال 1437ه من مجلة الحج والعمرة الصادرة من وزارة الحج والعمرة، والذي جاء متنوعاً شكلاً وموضوعاً، تتصدره كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحت باب (كلمات مضيئة) مهنئاً فيها المسلمين في مختلف بقاع العالم بعيد الفطر المبارك، سائلاً الله تعالى أن يعيده على الجميع بالخير والمسرات وقد التأمت فيه جراحات أمتنا العربية والإسلامية، وتحقق لها ما تصبو إليه من عز وتمكين واستقرار وسلام. وخصص معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن كلمته الافتتاحية للحديث عن خطط ورؤى الوزارة للارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزائرين، في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به من القيادة الرشيدة يحفظها الله، موضحاً أن ما تحقق من نجاح لعمرة هذا العام كان بعون الله وتوفيقه أولاً وأخيراً، ثم بفضل ما وفرته القيادة التي تضع راحة ضيوف الرحمن في أول سلم اهتماماتها، من منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات، وبنية تحتية متمثلة في العديد من المشروعات، والتي تقف شاهداً على تلك الرعاية وذلك الاهتمام، ثم بما أعدته أجهزة الدولة المعنية، من خطط أمنية وخدمية وتنظيمية ووقائية، وما تحشده من جهود من جميع العاملين في الجهات المعنية بتقديم خدماتها للمعتمرين. أما اجتماع لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، واجتماع لجنة الحج المركزية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وجولات معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن لمرافق الخدمات في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، فتناولتها المجلة في تقارير منفصلة، مدعمة بالصور والرسومات والإحصاءات. وأفردت المجلة تقريراً مفصلاً للمسار الإلكتروني لحجاج الخارج، الذي أتاح للحجاج الاطلاع على حزم الخدمات التي ستقدم لهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وهم في بلادهم، فاختصر الإجراءات وجود الأداء والخدمات، ويعمل من خلال البوابة الإلكترونية لوزارة الحج والعمرة والتي تم إطلاقها في وقت سابق بثلاث لغات. وتحت باب (أروقة) نقرأ بحثاً ماتعاً لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، عن (تعظيم الشعائر في مناسك الحج والمشاعر)، دعا فيه إلى ضرورة عقد دورات للحجاج في بلادهم لتوعيتهم بتعظيم الشعائر وآداب المشاعر، واستنهاض همم العلماء والدعاة للقيام بدورهم الراشد في توعية المسلمين بآداب الزيارة وسبل تعظيم الشعائر. واحتفت المجلة بالمسجد الحرام، فكان (موضوع الغلاف)، تناولت فيه مقام إبراهيم، الآية البينة والأثر الكريم، ثم الحجر الأسود الذي نزل أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم، والمسعى الذي ظل لأكثر من ثلاثة عشر قرناً التراب فراشه والسماء سقفه وتحيط به الدكاكين من كل جانب، قبل أن تمتد إليه يد التطوير بناء وتشييداً وتوسعة. أما (حوار العدد) فكان مع معالي الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، الذي أشاد بجهود المملكة في خدمة الحجاج، مؤكداً أنها محل تقدير جميع المسلمين، مبيناً أن لديهم (82) مندوبية للشؤون الإسلامية تساهم في توعية الحجاج قبل قدومهم إلى المملكة.. ونعيش عبق الماضي من خلال رحلة القاضي السائح، التي انطلقت من الرباط صوب الأراضي المقدسة، نقل خلالها مشاهداته على طريق الحج، كما خصص جانباً من رحلته للحديث عن مآثر المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله في الأمن والأمانة. (كتاب الشهر) لهذا العدد استعرض فيه الأستاذ محمد باوزير (تاريخ أمة في سير أئمة)، لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، وهو عبارة عن تراجم لأئمة الحرمين الشريفين من عهد النبوة إلى العام 1432ه، أما (رحلة العمر) فنحلّق فيها مع العالم عبدالله بن علي بن الشيخ أبي بكر الجيبوبتي، من خلال كتابه (قرة العين في الرحلة إلى الحرمين) الزاخر بالمشاهدات التاريخية والاجتماعية والتوجيهات العلمية والعملية. كما اشتمل العدد الجديد على موضوعات أخرى متنوعة منها (وثائق تؤرخ للنظر في قضايا الأدلاء في العهد السعودي)، (مؤسسات أرباب الطوائف.. تنسيق كامل في خدمة الحجاج)، (ينبع الصناعية.. دور محوري في خطط التنمية)، (المسلمون في تتارستان.. كيف وصل إليهم الإسلام)، (قلعة الزريب.. روعة العمارة على درب الحج المصري)، (لودفيكو دي فارتيما.. رحالة برتبة مؤرخ)، كما نقرأ مقالات لكل من: الدكتور تنيضب الفايدي، والدكتور محمد عمارة، والدكتور بكري شيخ أمين، والأستاذ أحمد محمود، والأستاذ وليد بافقيه، والأستاذ حسن عبدالعزيز جوهرجي، والدكتور يوسف حوالة، والدكتور إبراهيم نويري. بقي أن نشير إلى أن المجلة تصدر في الوقت الحالي باللغتين العربية والإنجليزية، ويشرف عليها معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، ويرأس تحريرها الأستاذ طلال بن حسين قستي، وتوزع داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.