ما هي أعظمُ نعمةٍ على البشر، بعد فضل الله، تستقيمُ بها حياتُهُم.؟. ستَكْثُر الإجابات..لكن تأمَّلوا معي نعمةَ (الستْر) وحدها. فبائعُ الطماطم مثلاً يضع بأعلى الصندوق أفضلَها لستْرِ أرْداها أسفَلَه..فتَشْتَريه. و لو علمتَ أسفَلَه لَمَا شَريْتَه..و لَكَسدتْ بضاعتُه و لَمَا إشتراها هو من مورِّدِ الجُمْلَةِ و لَمَا إبْتاعها هذا من المُزارِع..فكلٌّ يَسْتُر عيوبَه بخَيْرِه. و مُلَّاكُ الشركاتِ و التجاراتِ يكون بينهم من يسرق شريكَه فيَسْتُره الخالق..و لو كشَفَه لانْفضَّتْ الشّراكةُ و سُرِّح الموظفون..و لَمَا إستقامتْ تجارةٌ على الأرض. و الأقاربُ و الأصدقاءُ يكون بينهُم التّحاسُدُ و البغضاءُ فيَسْتُرها ربُّهُم ليَتَعايَشوا و يَتَشاركوا الحياة. بل إنّ الزوجيْن قد يَخونُ أحدهُما، أو كِلاهُما، الآخرَ..و لَوْلا ستْر الباري لَسالتْ دماءُ الأعراضِ و تهدّمتْ البيوتُ و شُتِّتتْ الأُسر. ليَتخيَّلْ كلٌّ منا لو كُشِفَ (الستْر) عنه هلْ سيُعايشُه الآخرون أو تَهْنَأُ حياتُه أو تربح له تجارةٌ أبداً.؟!. نعم..لولا (الستْر) ما تَعايَشَ البشر. فتَساتَروا..تَساتَروا..تَنْعمُوا.