مكة المكرمة -أحمد الأحمدي أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوية والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على أهمية التعاون والتنسيق بين علماء المسلمين للتباحث والتشاور نحو توحيد الصف وجمع الكلمة لكل ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها دول العالم العربي والإسلامي وما يواجهه المسلمون من حروب وفتن كثيرة ومكائد تكاد ضد الإسلام والمسلمين من قبل أعدائهم .وقال إن المملكة وباعتبارها قائدة لدول العالم الإسلامي وحكيمة في أقوالها وأفعالها وتريد الخير كل الخير لجميع المسلمين ودول العالم أجمع لديها تواصل كبير بين علماء المسلمين واجتماعات وزيارات ولقاءات دورية . وأشار معاليه في حديث صحفي لدى حضوره للاجتماع الرابع لبرنامج التواصل مع علماء اليمن والذي عقد بمكةالمكرمة بحضور ما يقارب من (140) عالماً من علماء اليمن ودعاته يمثلون مختلف المدارس الفقهية أن هذا البرنامج يأتي في إطار عدة برامج تواصل مع علماء الدول الإسلامية والعربية بهدف تعزيز التواصل بين علماء المملكة وهؤلاء العلماء الإجلاء لكل ما فيه من مصلحة الإسلام والمسلمين . وكان معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قد افتتح الاجتماع الرابع للتواصل مع علماء اليمن . وقال في كلمته:" أحمد الله تعالى إليكم كثيراً أن جعل لنا هذا الاجتماع الثالث في مكةالمكرمة في شهر رمضان المبارك لتأكيد استمرار هذا البرنامج لخدمة علماء اليمن وخدمة المؤثرين من أهل العلم في اليمن الشقيق المؤثرين في علمهم وأرائهم ونشاطهم ودعوتهم في اليمن الشقيق فمرحباً بكم جميعاً فأهلاً وسهلاً بكم بين أخوانكم في المملكة العربية السعودية ومع أخوانكم العلماء في مكةالمكرمة . وهذا اللقاء لاشك أنه يؤكد ما سبق أن عملتم عليه وجاهدتم فيه من أن وحدة علماء الأمة في أي قطر من الأقطار جميعاً ضرورة اليوم شرعياً لنصرة الحق وإعلاء كلمة الإسلام ودحر الباطل بأنواعه" . اتحاد العلماء: فلاشك أن اتحاد العلماء واجتماع كلمتهم بما أمر به الله عز وجل في قوله ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) هذا الاجتماع يسر المؤمنين في كل الأرض ويؤلم غير المؤمنين في كل الأرض يسر من في قلبه حب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ويؤلم كل من كان يريد سوءا بهذه الأمة العظيمة أمة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وقد صدق الله عز وجل ومن أصدق من الله قيلاً إذ قال(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم إن الله مع الصابرين) بأن الأمر يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى توطين النفس على قبول الألفة والمحبة وتقديم مراد الله عز وجل على مراد النفس والله عز وجل وعدكم وفي وعده لنا وعد حق كما وعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بقوله (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون وأن جندنا لهم الغالبون ) والتحقيق العظيم لمن تحقق بهذه الاضافة وهذه النسبة أن يكون ممن قال الله عز وجل فيهم وشرفهم بقوله إن جندنا على الحقيقة لا على الادعاء على الصواب لا على هوى النفس ولا على الأماني . زمن ابتلاء وامتحان: ولذلك أنتم في زمن ابتلاء وامتحان إن ابتلاكم الله جل وعلا كما ابتلانا في عدو غاشم مخالف لنا في العقيدة ويريد قصداً أو تبعاً يريد بالجزيرة وبأهلها وبالحرمين الشريفين سوءاً ". الاستبشار بالخير: واستطرد معاليه في حديثه قائلا: وفي فاتحة هذا الشهر الكريم لابد للمؤمن في مثل هذا اللقاء ان يستبشر خيرا مهما نظرنا الى المعوقات لمحنة اخواننا وابنائنا واحبتنا في اليمن الشقيق فإن العمل والبشرى هي ظننا بالله عز وجل فقد ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال (أنا عند ظن عبدي في فليظن بي ما شاء) ولكن سنة الابتلاء قائمة ودفع الناس بعضهم لبعض قائمة وحكمة الله عز وجل قائمة . المملكة تعمل لصالحكم : واستطرد معاليه في حديثه قائلاً :وهنا نؤكد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – وسمو ولي عهده الأمين الأمير / محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير / محمد بن سلمان الكل يعمل كما تعلمون لصالحكم ولصالح اليمن الشقيق ولصالح أخوتنا في الإسلام والعروبة والسنة والقرب والجوار والنسب الكل مشغول بهذا الأمر العظيم والله جل وعلا قد بشرنا بييسر بعد العسر فإن مع العسر يسرا أن مع العسر يسرا ". خدمة علماء اليمن: وخاطب معاليه علماء اليمن بقوله : أيها العلماء الافاضل : أن برنامجكم هذا ( برنامج التواصل مع علماء اليمن ) وضعته المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والارشاد لخدمة علماء اليمن والتخفيف من مصابهم ومصاب أهليهم وذويهم وأيضاً استنهاضاً للهمة في البناء والدعوة إلى الخير بأنه من مقتضيات الهدم الذي كان ولا زال بما يفعله الحوثيون ومن يتبعهم ومن يؤتمر بأمرهم من تغيير في علم الناس وهدى الناس الذي ربطموه فيهم زمناً طويلاً لقد تغير ما تغيير هذه السنتين والهدم أسهل من البناء ولكن لابد من البناء دوماً لأنه لا يمكن أن تعود الأمور كما هي إلا في بناء النفوس بالايمان بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه الكريم وبمنهج علماء هذه الأمة الذي هو منهج يعود بالناس إلى ما كانوا عليه قبل الفتنة وقبل الابتلاء وقبل هذا التسلط البغيض الذي غير على الناس دينهم ومبادئهم وأدخلهم في أمور عانوا منها كثيراً . علماً بأن البناء هو مهمة أهل العلم لأن البناء الروحي والنفسي والعلمي في استعادة العقيدة الصحيحة في النفوس وإعادة الإيمان بالله عز وجل وإعادة المنهج السليم والانتماء للكتاب والسنة ولما كان عليه علماؤكم في اليمن هذا أمر ليس بالسهل ولكن أنتم أهله ولابد من إعانتكم عليه الذي يعتبر فرضاً علينا وأنتم قادرون ولله الحمد ولكن لابد من الهمة والعزيمة بأن العمل قائم وإعادة العمل مستمر ولكن يحتاج إلى بذل في العلم والتعليم والتواصل وبيان الحق وكثرة الاتصالات وكثرة البيان للناس وعدم الركود الى ما فعله الحوثيين هناك بالناس وبالمساجد" . العملية السياسية: واستطرد معاليه في حديثه قائلاً : إن العملية السياسية التي تجرى حالياً المفاوضات فيها بالكويت الشقيقة قائمة ولازالت في المجال لازال مفتوحا للوصول لما هو في مصلحة اليمن وأهله وما هو في مصلحة الحق رفع الظلم والدفع عن اليمن الشرور الحاضرة والمستقبلية وأن كان هناك تعنت كبير من قبل الحوثيين ومن معهم في هذه المفاوضات وتلك اللقاءات ولكن لابد من الاستمرار في ذلك حتى ينتهي الأمر بإذن الله تعالى وحتى يقر بمبادئ الحق التي رضيها أهل اليمن لقادتهم وعلمائهم وأهل الشأن فيهم ". الوصية والسلاح العظيم: وواصل معاليه حديثه قائلاً :وهنا لابد من الوصية التي هي السلاح العظيم ألا وهي الدعاء في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان المعظم أن يكفت الله من يريد شراً بكم وبنا وأن يرد كيدهم في نحورهم لأن الأمر تعدى ما يفكر به اليمنيون في خاصتهم وفي شأنهم إلى ما يفكر فيه غيرهم من القريبين والبعيدين ولكن بالصبر تنال المطالب وقد وعد الله عز وجل الصابرين بالأجر العظيم وبالفوز المبين" . علماء ودعاة المملكة: واستطرد معاليه في حديثه قائلاً : أيها الأخوة الكرام : نؤكد لكم في هذا المقام أن علماء المملكة العربية السعودية ودعاتها والمهتمين بشأن الإسلام بصفة عامة وشأن هذه الحرب خاصة معكم ويسرهم ما يسركم ويؤلمهم ما يؤلمكم ونحن جميعاً في هذا الأمر ليلاً ونهاراً في شغل شاغل حتى يرد الله الحق لأهله وحتى ترتفع الغمة السوداء التي تريد الافساد بين الناس وإفساد انتمائهم وإفساد ولائهم ولذلك فهذا التعاون الذي بدأ منذ عقود طويلة بين علماء المملكة وعلماء اليمن وأكدته هذه المحنة بما لا مجالاً فيه برأي آخر هو مستمر إلى ما هو أقوى وأكثر صرامة إن شاء الله تعالى وهذا يتطلب التفكير الجاد في المستقبل في كيفية العمل وكيفية تنظيم الأمور وكيف يهدى الناس ويدعي الناس ويعلم الناس وكيف نكون يد واحدة وكما اجتمعتم على وثيقة فيما بينكم فهذه بينكم وبين الله عز وجل لابد أن يتخلى الناس عن ما هو أقل إلى ما هو أعلى وأن يقدموا الأهم على المهم وأن يرتبوا الأولويات وأن ينموا القوة في المواجهات في أنفسهم وفي الأجيال التي تأتي لأنه كما تعلمون جميعاً أن الحروب لا تنتهي تبدأ في قرار ولكن لا تنتهي بسهولة لأنها لها تبعات حتى ولو وضعت الحرب أوزارها فهذا يتطلب تفكيراً عميقاً منكم في مستقبل قد يطول عشر سنوات أو عشرين سنة لأن اليمن كغيره من بلاد المسلمين وخاصة في بلاد العرب الذين هم قاعدة الإسلام ومنطلق الإسلام في جزيرة العرب التي هي قاعدة العرب وقاعدة الاسلام وكما تعلمون جميعاً أن الذي بينكم وبين الأمم الراسية والقوية بإرادة الله عز وجل بأن تكون قوية أن الذي بينكم وبينهم أمر كبير تطاول إلى قرون من الزمن ولم ينسوا هذه العداوة والمسلمون أيضاً لم ينسوا ذلك ولكن الحكمة ضالة المؤمن لا يضيع قدمه إلا حيث أقر الشرع ووجدت المصلحة الرابحة الحاضرة والمستقبلية ومن سمة رسولنا صلى الله عليه وسلم وسمة أولي العدل من الرسل أنهم متصفون بالحلم والحلم صفة الله عز وجل فهو سبحانه الحليم وجعل من خاصته صفات رسله الحلم ويحب الحلم ويعطي عليه ولذلك مما يجب على أهل العلم أن يوطنوا أنفسهم عليه لأن الحلم صفة المرسلين (إن إبراهيم لأواب حليم) ونبيكم عليه الصلاة والسلام سيد أهل الحلم وهذا كله يقتضي التدرب عليه ففي الحديث الشريف (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطى ومن يتوخى الشر يوقع ) لذا فالعلم بالتعلم مده طويلة وكذلك الحلم بالتحلم أي بتعلمه شيئاً فشيئاً ولو طالت المدة فصلاح الأمر بصلاح العقل وصلاح العقل يحتاج إلى صفات ومنها صفة حتى أن أهل العلم كما ذكر منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية أول الاستقامة ومنهم الحافظ المتذري والحافظ ابن حجر عند الحديث لا يقضي القاضي وهو غضبان قالوا إذا كان هذا في قضاء ما يختلف فيه الناس فيما بينهم من أمور دنياهم فيحتاج القاضي بين المقالات وبين الناس بأفكارهم وما يذهبون إليه يحتاج ألا يكون غضوباً يعني أن يكون حليماً فصفة الحلم تهدي صاحبها أيضاً إلى الصواب فيما يختلف فيه الناس فنحن ندعوا كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يهدينا الله لما اختلف فيه الحق بإذنه ولهذا أسبابه وله معطياته ودواعيه . شكر وتقدير: واستطرد معاليه قائلاً: ولذلك فإننا في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد باسمنا وباسم جميع منسوبي الوزارة وباسم أخوانكم العلماء في المملكة وفي مكةالمكرمة خاصة وباسم أخوانكم في برنامج التواصل في امانته ولجنته التنفيذية ترحب بكم في هذه الليلة المباركة في هذا التواصل الثالث بعد تواصلين سابقين في لقائين فيما مضى نسأل الله عز وجل ان يجعل قوتكم ماضية وأن يجعل صوابكم راجحاً وأن يجعل مآلكم في أقوالكم وأعمالكم مآل خير وصواب وسداد شكر الله لكم على حضوركم في هذه الليلة المباركة وأشكر لأصحاب الفضيلة العلماء وفي مقدمتهم معالي الأخ الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله حميد المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام على حضوره هذا اللقاء رغم مشاغله الكثيرة والمتعددة وكما نشكر للجميع حضورهم وحرصهم ونشكر أيضاً باسمكم جميعاً أمانة البرنامج وجميع فريق البرنامج . نشكرهم على حرصهم ممثلين في فضيلة الشيخ الأخ الدكتور إبراهيم الزيد وفضيلة الشيخ عبدالله العامري وفضيلة الشيخ محمد الوشلي وجميع زملائهم فيما بذلوا من جهود وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يرينا نصركم ونصرنا وأن يعلي للإسلام منار وأن يخلد الاعداء وحدة هذه الأمة نار أنه على كل شيء قدير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ". لقاءات دورية: وكان معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قد أشار في نهاية هذا الاجتماع في حديث صحفي أن هذا الاجتماع هو ضمن اللقاءات الدورية التي تعقدها الوزارة بين علماء اليمن الشقيق الذين أضطرتهم ظروف الحرب الدائرة حالياً في بلادهم إلى أن يكونوا في المملكة العربية السعودية وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، نظمت الوزارة برنامجاً خاصاً لعلماء اليمن سمته (برنامج التواصل مع علماء اليمن) هذا البرنامج له أكثر من سنة الآن وهذا اللقاء ضمن هذه اللقاءات وهو يهدف إلى وضع اللبنة في خارطة طريق بناء اليمن لأن بناء اليمن عنصر مهم من العلماء والدعاة وأئمة المساجد والخطباء لأنهم يعتبرون من العناصر المهمة في بناء اليمن وإعادة الأمل بعد أن نجحت عاصفة الحزم وبدأت عملية إعادة الأمل وقام العلماء بدورهم في إعادة البناء لأنه حصل هناك هدم كبير ما في قلوب الناس من ولاء ومن مبادئ وطمأنينة وسكينة . فواجب العلماء أن يعيدوا البناء فالهدم حصل وواجب العلماء أن يعيدوا البناء فالمملكة العربية كما هو معلوم أخذت على عاتقها إعادة الأمل بإعادة البناء وإعادة البناء يتركز أولاً على إعادة بناء الانسان والعلماء علماء اليمن هم ممن يضطلعون بهذا الدور ولذلك وزارة الشئون الاسلامية ضمن هذا البرنامج ببرنامج التواصل الاجتماعي مع علماء اليمن تهيء لهم الجو والمجال ليقوموا بهذا الواجب العظيم وهو إعادة البناء ومعلوم أن كل حرب فيها هدم وأن انتهاء الحروب لابد من إعادة البناء إعادة البناء ليس المقصود به البناء العمراني أوالمدني إنما المقصود به إعادة بناء الإنسان الذي تضرر بهذه الحرب البناء الروحي والعلمي والطمأنينة والنفسي وأنواع البناء الأخرى التي تطلع بها جهات اخرى ولذلك فهذا اللقاء كما ذكرت هو لقاء دوري مع العلماء وهذا اللقاء الثالث في مكةالمكرمة ونجدها بإذن الله بشرى وأمل في أن يكون هذا الشهر الكريم شهر إنهاء جدال الحوثيين ومن عادتهم وإنهاء هذا السفك الحرام للدم في اليمن حيث سفكوا دم الكثير من الأبرياء بمواقع عشوائية من داخل المدن اليمنية وهذا كله نأمل أن يكون هناك إنهاء وأن نرى بشرى بالنهاية قريباً . نتائج الاجتماع : وحول سؤال عن ابرز النتائج التي حققها هذا الاجتماع والاجتماعات السابقة مع علماء اليمن قال معالي الوزير آل الشيخ : البرنامج هذا برنامج التواصل مع علماء اليمن هو برنامج مستمر طوال السنة وهذا الاجتماع ضمن الاجتماعات الدورية لهذا البرنامج لكن لكل برنامج محاور وعناصر كثيرة وله عمل على الأرض وعمل إعلامي وعمل ديني والعلماء يتواصلون من هنا مع الناس عبر وسائل الاتصال المعروفة ووسائل الاتصال الحديثة وعبر الاعلام وعبر الرسائل وعبر القروبات وعبر عناصر كثيرة من وسائل التواصل يتواصلون معهم لاعطائهم الرسائل التي يجب على اليمني أن يعمل بها . البرنامج يضمن أيضاً عملاً على الواقع من العلماء المشمولين والدعاة والأئمة والخطباء والوعاظ وجميع المشمولين في هذا البرنامج سواء المتواجدين في المملكة أو الذين هم يتواجدون داخل اليمن ويعملون هناك ومن العلماء من يتواجدون في المملكة ولكنهم يشرفون على أبنائهم وتلامذتهم في اليمن سواء في جمعيات أو مدارس قائمة أو في مساجد من خطباء وأئمة ومثل ما سمعت كان متواجدا في هذا اللقاء نائب رئيس نقابة الخطباء في اليمن ورئيس هيئة علماء اليمن وآخرون يتقلدون مناصب قيادية من العلماء والمشايخ هؤلاء جميع توجيهاتهم التي تصدر من هنا تذهب إلى داخل اليمن لمواطنيهم فإذاً البرنامج هو عبارة عن تهيئة للجو والتشاور لما فيه مصلحة اليمن ونحن نسمع خلال المدة الماضية من البرنامج من تحفيز همة الناس لمعرفة خطر الاعتداء على اليمن هذا الخطر الكبير القادم من الخارج عبر بعض الدول الاقليمية وخطر الحوثي واتباع الرئيس السابق على اليمن وأهله فزيادة الوعي لابد أن يكون من أطراف عدة الاعلام جزء لكن ليس كل الناس يصلهم الاعلام فلابد أيضاً من رسالة المسجد وفي القرية وفي السهل والجبل حتى يتوعى الناس ولا يستسلموا للحرب والعصابة . ففي الحقيقة نسجل هنا بنجاح جهود العلماء والدعاة لتخفيف الهجمة وهم جزء من عملية إعادة الأمل . تعاون مع علماء المسلمين: وحول سؤال عما إذا كانت هذه الخطوة تعتبر بادرة لجميع علماء الأمة الإسلامية والعربية لتوحيد الكلمة والصف ضد أعداء الإسلام ؟ قال معاليه : هذا صحيح فهذه أحد برامج وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية فهناك برنامج آخر تحت مسمى برنامج التواصل مع علماء العالم الإسلامي مع المشيخات والمفتين والعلماء وهذا البرنامج مفتوح استضفنا فيه خلال الأشهر الماضية أكثر من (400) عالم من علماء المسلمين عبر برنامج ( ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة ) وحضروا إلى هنا واجتمعت معهم اجتماعات مطولة في مكةالمكرمة وصار هناك مد جسور وصلة بصفة نوعية للتعاون والتنسيق . كما أن الوزارة عملت برنامج تواصل مع علماء الأزهر بزيارات متكررة بيننا وبين مشيخة الأزهر الشريف . والأزهر كما هو معلوم يشرف على الكثير من المدارس والكليات في العالم الإسلامي كذلك الوزارة مدت جسور التعاون بين رئاسة الشؤون الدينية في تركيا وهناك زيارات متبادلة بين تركيا والمملكة وقد زارنا معالي رئيس الشؤون الدينية وبيننا الآن وبينهم عمل تنسيقي مشترك لأن الشؤون الدينية التركية تقوم بالاشراف على عدة دور للفتوى والمشيخات في العالم الاسلامي وخاصة في بلاد البلغان والبوسنة وشمال آسيا وغيرها. كذلك علماء دول شرق آسيا بيننا وبينهم الآن تعاون نوعي وتواصل مستمر خاصة علماء ماليزيا وأندونيسيا . كذلك علماء أفريقيا عملنا مؤتمرين لعلماء أفريقيا في العام الماضي فاسهمنا وحضرنا وساعدنا وكان فيه حضور فعال . لذا فهذا البرنامج الذي نحضر لقائه الليلة ليس برنامجاً وحيداً بل هو أحد البرامج التواصلية مع العلماء ولكن بحكم حالة الحرب القائمة حالياً في اليمن تستدعي التركيز أكثر على علماء اليمن والتواصل معهم وحفز أكثر للهمم ونرجو جميعاً أن تكون كل هذه البرامج ناجحة ومفيدة وتؤدي الغرض الذي أقيمت من أجله ونحن مؤلمين خيراً فهناك تفاعل كبير للعلماء المشاركين فيها كما رأيتم الليلة في هذا البرنامج وحرصهم على التفاعل مع المملكة العربية السعودية فيما تريد فالمملكة قائدة العالم الإسلامي فهي حكيمة في أفعالها ومريدة للخير لجميع المسلمين ودول العالم الإسلامي أجمع وتحرص عليه خاصة في التواصل مع العلماء والمفكرين ولتلك الجهود المبذولة في هذا الصدد كبيرة وحققت نجاحاً عظيماً. وكما رأيتم التحالف العسكري الكبير الذي حصل والاستجابة الكبيرة من قبل دول العالم الإسلامي لإعادة الشرعية لليمن والبرامج النوعية التي تجمع المسلمين كلها تحظى بتقدير من المملكة في ريادتها للعالم الإسلامي نرجو من الله عز وجل أن يحقق الآمال وأن يعيد الحق لأهله في اليمن الشقيق".