أكد وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ على الأثر الكبير الذي لمسوه لبرنامج التواصل مع علماء اليمن -الذي تنظمه الوزارة- في تحفيز همة الناس لمعرفة خطر الاعتداء على اليمن الكبير القادم من الخارج عبر بعض الدول الإقليمية، والخطر الحوثي، وخطر أتباع الرئيس السابق على اليمن وعلى أهله وما سببوه من خراب ودمار. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس عقب ترؤسه الاجتماع الرابع ل «برنامج التواصل مع علماء اليمن»، بحضور عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، ورئيس محاكم منطقة مكةالمكرمة الشيخ سليمان الثنيان، إضافة إلى عددٍ من العلماء والمشايخ من المملكة، واليمن، تجاوز عددهم 140 عالماً يمثلون جميع الاتجاهات السياسية والمذهبية والعلمية في مختلف مناطق ومدن ومحافظات اليمن، وذلك في فندق مكارم أجياد في مكةالمكرمة. وشدد آل الشيخ على أن «زيادة الوعي لابد أن يكون من أطراف عدة، الإعلام جزء، يمارسها الإعلام العام، لكن ليس كل الناس يصلهم الرسالة، لابد أيضاً من الرسالة في المسجد، وفي القرية، وفي الجبل حتى يتكتل الناس ولا يستسلموا للحدث الذي صار، ونسجل هنا بنجاح جهد العلماء والدعاة في تخفيف الهجمة وهم جزء من عملية إعادة الأمل في اليمن». وبين أن الاجتماع يأتي ضمن اللقاءات الدورية التي تنظمها الوزارة مع علماء اليمن الذين اضطرتهم ظروف الحرب والاعتداء على بلادهم من قبل فئة ظالمة غاشمة إلى أن يكونوا في المملكة، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وحول أبرز النتائج التي توصل لها اللقاء، ومدى تأثير العلماء على أرض الواقع في اليمن، أوضح أن «البرنامج مستمر طيلة السنة، وله محاور وعناصر كبيرة، وله عمل على الأرض، وعمل إعلامي، وعمل ديني، والعلماء يتواصلون من هنا مع الناس عبر مختلف وسائل الاتصال المعروفة، وعبر الإعلام، كما أن البرنامج يضم أيضاً عملاً على الواقع من العلماء والدعاة والوعاظ والخطباء المشمولين بهذا البرنامج». ولفت إلى أن الوزارة لديها أيضاً «برنامج التواصل مع علماء العالم الإسلامي ومع المشيخات والمفتين، واستضفنا فيه خلال الأشهر الماضية أكثر من 400 من علماء المسلمين عبر برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة. كما نظمنا برنامج تواصل مع علماء الأزهر، وكذلك مددنا الجسور مع رئاسة الشؤون الدينية في تركيا بزيارات متبادلة، وكذلك علماء شرق آسيا خاصة ماليزيا وإندونيسيا، كذلك علماء إفريقيا الذين عقدنا لهم مؤتمرين العام الماضي». وكان آل الشيخ رأس الاجتماع الرابع لعلماء اليمن وأكد في كلمته على استمرار البرنامج لخدمة علماء اليمن، وخدمة المؤثرين من أهل العلم في اليمن الشقيق، المؤثرين بعلمهم ورأيهم، ونشاطهم، ودعوتهم في اليمن الشقيق. ولفت إلى «أن هذا اللقاء يؤكد ما سبق أن عملتم عليه، وجاهدتم فيه من أن وحدة علماء الأمة جميعاً ضرورة شرعية اليوم لنصرة الحق وإعلاء كلمة الإسلام، ودحر الباطل بأنواعه، فلابد من اتحاد العلماء واجتماع كلمتهم». وبيّن أن «البرنامج وضعته المملكة لخدمة علماء اليمن والتخفيف من مصابهم، ومصاب أهليهم وذويهم، وأيضاً استنهاضاً للهمة في البناء، والدعوة إلى الخير لأنه من مقتضيات الهدم الذي كان، وما زال بما فعله الحوثيون، ومن يتبعهم، ومن يأتمر بأمرهم من تغيير علم الناس، وهدي الناس الذي غرستموه فيهم زمناً طويلاً، فقد تغير ما تغير في هاتين السنتين والهدم أسهل من البناء ولكن لابد من البناء دوماً لأنه لا يمكن أن تعود الأمور كما هي إلا ببناء النفوس بالإيمان بالله – جل وعلا -وبرسوله – صلى الله عليه وسلم – وبكتابه، وبمنهج علماء هذه الأمة».