إذا كانت "المعدةُ بيت الداء" جسدياً..فالقلبُ سِجْنُ الداء و قَصْرُ الدواء روحياً و سلوكياً.."مُضْغَةٌ إذا صَلُحت صَلُحَ الجسدُ كُلُّه". إذاً تَفَقَّدْ قلبكَ كلَّ يومٍ..بل كلَّ ساعةٍ و لحظة. إيّاكَ أن تَرْضَى له المرضَ..فأنتَ وحدكَ طبيبُه و مُعالِجُه و حافظُه..قليلُ مَرضِه يُرْديكَ..و نَزْرُه يُقْصيكَ. أمراضُ القلوبِ تَتَناوَشُه كلَّ أوانِ..فعَدْواها سريعةٌ و نتائجُها ماحقَةٌ..لا مَعْصومَ منها..لا حاكِماً و لا قائداً و لا عالِماً و لا جاهلاً و لا فَتىً و لا شيخاً. أولُ الأمراضِ و أشْنَعُها (اللَّهْوُ عن تَذَكُّرِ الله..بالحرام جريمةٌ..و بالحلالِ تَضْييع)..ثم (الحسد..أولُ ذنْبِ عُصِيَ به الله في السماء برفْضِ سجودِ إبليس..و أولُ ذنْبٍ عُصِيَ به في الأرض بقتْلِ هابيل)..و (الْكِبْر..مفتاحُ كلِّ بَغْيٍ و تَطاوُلٍ و إفساد). أُحْرُسْ قلبَكَ من أمراضٍ ثلاثةٍ تَنْجُ دنيا و أُخرى..و اعلَمْ أنها خَفِيّةٌ كَدبيبِ النّمْلةِ السوداءِ على الصخرةِ الصمّاء في الليلةِ الظلماء. كُنْ يَقِظاً مُتَحفِّزاً..تَفَقَّدْ قلبَكَ..كُلَّ حين.