تصوير – محمد آل مهنا رغم توفر جميع مقومات الحياة العصرية والحضارية والاقتصادية في محافظة وادي الدواسر ، إلا أن كثير من الأسر لم تتخل عن بعض موروثها الشعبي ، قناعة منها بأهميته ، ومن ذلك العودة للطبيعة في تخزين وشرب الماء خاصة في فصل الصيف ، إذ عليك أن لاتستغرب إذا وجدت أحدهم وقد نصب زيراً أو مجموعة أزيار تحت ظل شجرة ، أو تحت عريش ، ومثل ذلك أن تجد قربة ماء وقد وضع ماؤها سبيل للمارة ، أو مطارة قد علقت على جانب مركبة. عدسة وكالة الأنباء السعودية "واس" جالت في محافظة وادي الدواسر ورصدت عدداً من أدوات تخزين وتبريد المياه الموجودة في عدد من المزارع والاستراحات ، حيث أكد أحد ملاك تلك المزارع أنه يفضل الشرب من ماء الزير ، كونه يعيد للماء الطاقة الحيوية ، بالإضافة إلى مقاومته للبكتيريا الضارة الموجودة بالماء ، وباعتباره فلتر طبيعي وصحي يطرد الملح الزائد والمعادن الزائدة ويبقي الماء صحي جداً بلا نقص أو زيادة في المعادن . فيما يصف مبارك محمد الدوسري , ماء الزير والأواني الفخارية بالمياه النظيفة وغير الملوثة , بفعل مادة الفخار التي تمنع الجراثيم والميكروبات من النمو والتكاثر عكس خزانات المياه التي تحتاج إلى فلاتر لتنظيفها بشكل دوري ، مشيراً إلى أن فكرة تبريد مياه الزير تعتمد على جدرانه نفسها حيث تتميز بقدرتها على إنفاذ الماء من خلال المسامات الدقيقة للزير فيتسرب الماء من الجدران إلى الخارج ، وعندما يخرج الماء إلى السطح الخارجي للزير يتبخر مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة جدران الزير وبالتالي تنخفض حرارة الماء داخله. وأشارت إحدى النساء التي وضعت قربة ماء أمام بسطتها في أحد الأسواق الشعبية وسط المحافظة إلى أن كثير من المارة والمتسوقين والمتسوقات يحتسون ماء القربة ، ويتلذذون بطعمه الذي لايخلو من نكهة بسيطة من الدباغ – المادة المستخدمة في صناعة القربة – ، موضحة أنها تبيع القربة ب 400 ريال , مشيرة إلى تزايد الطلب عليها خصوصاً في فصل الصيف. ويؤكد المواطن ناصر اللويمي أنه قد عمد إلى وضع القربة في منزله إحياء لذلك التراث ، ولتعريف أبنائه وأقاربه من الجيل الجديد بذلك الوعاء ، كما أنه يفضل مائها على المياه المعبأة في الأوعية البلاستيكية. من جانبه دعا المواطن محمد فهد,الآخرين إلى العودة للطبيعة باستخدام القربة أو الزير أو المطارة أو الجرات الخزفية لما لها من فوائد كثيرة أثبتتها الدراسات الحديثة.