حكي أن أعرابية أخذت جرو ذئب صغيرًا يتيمًا، وجدته طريحًا يكاد يموت من الجوع؛ فأخذته وأرضعته من حليب شاةٍ أثيرة لديها وربته في بيتها وصارت تحدب عليه وتمسح على شعره وتفخر بأنها ربَّت ذئبًا وخلطته بالغنم حتى صار ربيبها وقريبًا منها وقالت: إذا ربيته مع الشاه أنس بها فيدافع عنها ويكون أشد من الكلب ولا يعرف طبع أجناسه،فلما قوي وثب على الشاة التي ترضعه- والمرأة غائبة-؛ فيعقرها ويبقر بطنها ويأكل كبدها. وإذا الذئب والغٌ في دم أمه من الرضاعة- الشاة- وكبدها بين أسنانه فلطمت وجهها وفرّ الذئب بالكبد.وبعد أن فُجعَتْ الأعرابية بما حصل، واستعرضت ما فعلت مع الذئب،و ما فعل هو معها، قالت: عقرت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لثديها ولدٌ ربيبُ غُذَّيتَ لبانها ونشأتَ فينا فمَن أنباكَ أنّ أباكَ ذيبُ ؟ إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ فلا أدبٌ يُفيد و لا أديبُ والشاهد في هذا كله أن الطبع يغلب التطبع في معظم الأحوال، فما يشربه الإنسان مع حليب الأم لا يخرج إلا مع طلوع الروح.. ** شادن الغربية