عندما كانت لحظة الانعتاق تضع بصماتها على اسوار الشجن لتنطلق في بحور الوجد كنت ابحث عن شاطئ اقذف عليه بكل تعبي عندما رحت اداعب امواج البحر واهدهد على رماله صوت الآه النابت في داخلي عندما اتاني الصدى من البعيد وهو يحمل انات الشكوى وكان السؤال يقول: حوريتك الصاعدة من بحر التمني أي سمات الجمال تحملها؟ أي الوان الهوى تدفئها؟ عندما تكن امواج البحر تعيش سكونا لا اعتياديا تمارس الاسماك عشق بعضها وينمو في داخلها تمردا للطفو لتلتقي مع طيور النورس ليقيموا افراح العشق لتخرج حوريتي في كووكبة من الخلان.. فحوريتي هي ذلك الطائر الذي اضعه في كفي اطبق عليه براحتي.. امسح على ظهره.. اصنع من جدائل الليل سبائك وله اشنق بها كل الاعناق المتطاولة جدا لنسكن اهداب العيون ونضع عند مفترق كل طريق شيئاً من بقايانا لنعلم الاخرين كيف يكون دفء الهوى وكيف يكون عشق العيون صمت واخذت انظر الى البعيد وكثيرا من ندف "السؤالات" يتساقط امامي كنت اطوح بكل الاجابات بعيدا وتوقفت امام سؤال نبت من رحم الشوق يقول: متى تشعر بان الليل سكين يقطع جزءاً من قمرك؟ بحثت فيما حولي رحت اتصيد بقايا ثواني الوجد وهجوع اللحظة قمري فوجدته والليل رفيق درب هو يجد عنده حريته في الانطلاق والليل يجد سماره تحت سلاله الذهب يرددون: "يا قمرنا يا مليح" وفي لحظة يتحولان الى سكين تبقر بطون من لا يجيدون لغة الغرام مرة اخرى ارخي الصمت رداءه اخذت "الاطيار" تمارس هواياتها في بناء اعشاشها ورذاذ خفيف يتساقط على اجنحتها ترش على ما حولها عبق عطرها لينبت السؤال من جديد. حين نواجه اليوم نقول ونقول : ما اكثر ما يقال في بوحك؟ بوحي هو الشذى الذي اعطر به كل الدنيا احمله على اطراف اصابعي وانثره على "غداير" الصبايا وفي ثنايا الاشياء اقول كثيرا ولا اقول شيئاً فالبوح هو حرقة الشوق التي تجعل للذوبان لذة الانتصار.. بوحي هو صمتي يا سيدتي. وضعت كثيرا من الملح على الجرح اشتعل في داخلي لهيب الآه.. وقبل ان الملم ذاتي كان الصدى يضع امامي كل استفزازه.. هل تستحق المرأة التي تحبها ان تقول لها "فارس" انا لو تصبحين حبيبتي، اغزو الشموس مراكبا وخيولا؟ – ذات يوم كنت اضع شيئاً من شجني على كفي وارحل الى مساءات الوجد وفي احدى مدن الفرح خطفت حورية من داخلي "خفاقا" وطارت به الى مدنها وعرجت به الى وطن الحزن لتحيله الى افراح لا تغيب.. من اعشقها لابد ان تكون لها ميزة غير كل النساء.. تحتوي كل العالم بين الهدب والهدب وتختصر كل الاشياء في رفة عندها تقول هي: "انا سيدة الدنيا".. طويت ذاتي لملمت اوراق الشوق في داخلي وضعت اكثر من غصن زيتون على مداخل مدينتي.. هززت اشجار "الحماط" فتساقط "التين" تقافزت الطيور تأخذ في مناقيرها شيئاً من حباته.. ورحت انظر الى البعيد في حيرة المحب؟ لملمت اوراق الماضي.. وكفكفت بريقاً كأنه الدمع.