عوسج يولد من الروح ويتدفق من العين ويتسلل بين الأصابع ويسقط من العقل بلا وعي ويسمو بالوعي بلا عقل فالشعر ليس صناعة لأن الشعراء فلاسفة بالفطرة ولكن الفلاسفة ليسوا شعراء بالفطرة ولهم في ذاك وجهين وثلاثه وربما عشرة وجوه فأكثر حتى وإن كرروا ذات الألفاظ وذات المعاني فالتكرار سمة الكون والشعر هو كون الشاعر،أما المعاني فكما اخبرنا الجاحظ(ملقاة في الطريق)فلا تستغرب حين يجلس فيغمض عيناه هارباً من ظلام واقعه إلى نور خياله فيرى الأرض سماء والسماء تحت أقلامه،يرسم من الحرف احرفاً ،ويجعل من الكون الضيقِ أكواناً رحبةً،ويبسط على الناس حُلل الجمالِ أو ينزع عنهم أروقة المجد هو فقط يعبر عما بداخلك ليحبس أنفاسك ويحيي إحساسك فتصفق له بحرارة وانت متيقن انه يكذب رغم أنه لايكذب ولكن الشعراء الصادقون هم الذين لايدركون معنى الشعر وجماله وخصوصيته.. ويفتقدون اليد التي يمسكون بها شيطان الشعر فيبسطونها متى أرادو ويقبضونها متى أرادوا..لتظل المخيلات في الشعر هي مايطرب لها الناس مع علمهم التااام أنه كذب فما نعتبره كذباً في النثر هو سر جمال الشعر..حتى قيل في هذا(أعذب الشعر أكذبه) والشعراء الصادقون هم الحمقى الذين لايدمجون الغموض بالجمال ليتركوا للقارئ مضمار السباق وسط حلبة هاج غبار غموضها فأعمى كل مدعٍ الإبصار ليظل يسعى ويسعى لحل طلاسمه متلذذاً به متشرباً لمعانية ليعسف مهرة وجدانه قابضاً على الراية منتشياً بماوصل له،فمن يكتب القصيدة الواضحه تعبر عن مئات الأشخاص ولكن القصيدة المتدثرة بغموضها تجذب ملايين القلوب ليظل قانون(كل ممنوع مرغوب)هو القانون الأقوى والأوثق يقول الشاعر العظيم إليوت(أنا أتذوق الشعر أولاً ثم أفهمه)فلا تصدِّق شاعرا حين يقول أقفلت قلبي وألقيت بالمفتاح بعيدا فهو يجيد صناعة المفاتيح في الوقت الذي لايجيد فيه صناعة الشعر!!! همسة: يا الشاعر الكذاب دمعي بحبر(ك) ذاب.. و إن ماقبلت عتاب إتحمل الجفوة يمكن خطانا تاب.. شاعرة وكاتبة سعودية @3wsj22