البلاد – بخيت ال طالع الزهراني ينظر الشباب العربي إلى المملكة العربية السعودية (31%) باعتبارها الحليف الأكبر لبلدانهم للسنة الخامسة على التوالي، تلتها الإمارات العربية المتحدة (28%)، ثم الولاياتالمتحدة (25%). وثمة انقسام متزايد في آراء الشباب العربي حيال الولاياتالمتحدة، حيث أكد ثلثا المشاركين (63%) بأنها حليف لبلدانهم، فيما اعتبرها الثلث (32%) عدواً لبلدانهم ولا سيما في العراق (93%)، واليمن (82%)، وفلسطين (81%). وذلك بحسب نتائج "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي الثامن لرأي الشباب العربي" الذي صدر هذا الاسبوع .. وانعكس الحضور الإقليمي المتنامي لإيران كذلك في نتائج الاستطلاع، حيث اعتبرها 13% من الشباب العربي الحليف الأكبر لبلدانهم في المنطقة رغم أن أكثر من نصف الشباب العربي (52%) يعتبرونها عدواً لبلدانهم. وفي معرض تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال دونالد باير، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي العالمي لشركة "بيرسون- مارستيلر": "تكمن أهمية هذا الاستطلاع بأنه يبحث في آراء وتطلعات الشباب العرب، أكبر شريحة سكانية وربما أهم الفئات المؤثرة في مكونات المجتمعات العربية، ويسعى للكشف عن تصوراتهم ورؤيتهم للتحديات التي تشهدها المنطقة العربية. ويساعدنا الاستطلاع جميعاً على اكتساب فهم أفضل لهذه الشريحة السكانية الذين سيصبحون موظفين ومستهلكين وأصحاب الأعمال وصناع القرار والقادة في المستقبل". وبعد خمس سنوات على انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي، يولي معظم الشباب العربي اليوم أهمية أكبر للاستقرار على حساب تحقيق الديمقراطية. ففي عام 2016، يشعر 36% فقط من الشباب العربي أن العالم العربي بات أفضل حالاً عقب أحداث الربيع العربي، وهذا ما يعتبر تراجعاً بالمقارنة مع نسبة 72% التي تم تسجيلها في ذروة الاضطرابات عام 2012. وتوافق غالبية الشباب العربي (53%) على تشجيع الاستقرار في المنطقة على حساب الديمقراطية (28%). فيما ينشد ثلثا المشاركين من قادتهم بذل جهود أكبر لتعزيز الحريات الشخصية وحقوق الإنسان للمواطنين. وأعرب نحو واحد من أصل كل 4 مشاركين في الاستطلاع (22%) عن تفضيلهم العيش في دولة الإمارات، وقال عدد مماثل (23%) إنهم يتمنون أن تحذو بلادهم حذوها. كما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى كبلد مفضل لرواد الأعمال المحتملين من الشباب العرب الذين يعتزمون تأسيس مشروعهم الخاص خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وأعرب ربع المشاركين اختيارهم للإمارات كمقر مفضل لإطلاق أعمالهم لو اتيحت لهم الفرصة. وتم إجراء "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي الثامن لرأي الشباب العربي" بواسطة شركة الاستطلاعات العالمية "بين شوين آند بيرلاند" التي أجرت 3500 مقابلة شخصية خلال الفترة بين 11 يناير و22 فبراير 2016 مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاماً، وتم انتقاء المشاركين حصراً من مواطني الدول التي أجري فيها الاستطلاع الذي شمل دول مجلس التعاون الخليجي الست الإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت؛ بالإضافة إلى الأردن، وتونس، والجزائر، العراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، واليمن. من جانبه قال جيرمي جالبريث، الرئيس التنفيذي لشركة "بيرسون- مارستيلر" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "يعتبر العالم العربي شاباً في غالبيته، حيث يشكل الشباب دون سن الثلاثين عاماً نحو 60% من المجتمع العربي. ويعد استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر لرأي الشباب العربي بمثابة مقياس للتوجهات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ترسم ملامح العالم العربي من خلال عيون شبابه". وبدوره قال سونيل جون، ": "إنه العام الثامن الذي تنشر فيه 'أصداء بيرسون استطلاعها لرأي الشباب العربي، الذي استطاع منذ انطلاقه أن يرسخ مكانته كمصدر مرجعي موثوق حول العالم. ونأمل أن نستطيع من خلال توفير هذه المعلومات – التي نقدمها في إطار التزامنا بمسؤوليتنا الاجتماعية وتقديم استشارات إعلامية مبنية على الحقائق– أن نثري الحوار القائم حول هذه الشريحة السكانية المهمة من المجتمع". ومن النتائج الرئيسية الأخرى التي خلص إليها "الاستطلاع يعتقد الكثير من الشباب العربي أن العلاقات بين السنة والشيعة آخذة في التدهور وأن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له منطقة الشرق الأوسط. ويشير 2 من أصل كل 3 مشاركين بالاستطلاع (66%) إلى قلقهم إزاء هبوط أسعار النفط مقارنة بنسبة 52% في عام 2015. ومع ذلك، لا يزال نحو 4 من أصل كل 5 مشاركين (78%) يعتقدون بأحقيتهم في الحصول على دعم لتكاليف الطاقة. وفي حال رغبت حكوماتهم بإيقاف الدعم، يعتقد نحو نصف المواطنين العرب من الشباب (49%) بوجوب اقتصار ذلك على المقيمين فقط. تزايدت أعداد الشباب العربي الذين يحصلون على الأخبار والمستجدات اليومية عبر مصادر إلكترونية على حساب التلفاز ووسائل الإعلام المطبوعة بينما قال 32% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يحصلون على الأخبار اليومية إلكترونياً، أشار 29% إنهم يلجؤون إلى مشاهدة التلفزيون، و7% إلى قراءة الصحف (مقارنة مع 13% في عام 2015). ويبدو واضحاً الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي كمنصات إخبارية، إذ يشير 52% من المشاركين بالاستطلاع إلى أنهم يستخدمون "فيسبوك" لمشاركة المقالات الإخبارية التي يقرؤونها مقارنة مع 41% في العام الماضي.