يشترك جميع موظفي العالم في كل المدن والقارات بأن رواتبهم ستدفع في وقتها .. ونادراً ما يشكون في أنهم لا يحصلون عليها في موعدها .. أيضاً .. فإن المؤسسة أو الشركة عندما تعجز عن دفع المستحقات عليها وقت حلولها فإن انهيارها المعنوي يبدأ في عدم الثقة فيها من جميع من يتعاملون معها .. موردين وعاملين وعملاء ..ولا تقع الشركة في هذا الشراك إلاّ إذا افتقدت التنسيق المالي فيها .. فالقرارات عندما تتنافر مع بعض الرؤى في الشركة .. سواءً مشتريات أو تسويق أو توظيف أو مدفوعات مقدمة .. عندها يفقد التنسيق بين الجهات المتعددة، و ينتج عن ذلك أمور مختلفة أهمها اختفاء السيولة ..والعجز التراكمي في المدفوعات فتعجز الشركة عن الدفع وتقل الإيرادات وتخضع لفترة أزمة حقيقية .. الشركة أو المؤسسة التي تعمل تحتاج، في حالة فقدان السيولة، إلى الدفع المقدم من العميل الذي تتعامل معه وهذه لها خطورتها وميزتها .. وأيضاً تحتاج إلى الاستدانة من البنوك أو القروض .. أو أنها تطرح أسهم جديدة وهذه التزامات قد تعيقها أيضاً .. القدرة على الوفاء بالالتزام الدائم تخضع للظروف المحيطة بالشركة وقدرتها على توليد أرباح ترضي المساهمين ,, وتكون الإدارة المالية في حالة صحو دائم ومقدرة بدقة إلى الاحتياجات المستقبلية للشركة ..أكثر من الإدارة المالية .. التي تعتمد على مواردها الذاتية .. إن الشركات التي تسرف في تقدير مبيعاتها للسنة المالية الجديدة .. وهي عادة ما يغلب عليها التفاؤل .. فإنها تنسى أن لكل رقم يزيد في مبيعاتها هناك، رقم يدفع مقابله من الناحية الأخرى. كالمصروفات وزيادة العمالة وزيادة المخزون أو مضاعفة الإنتاج .. والكل متفائل بالنتائج ويعمل طبقاً للخطة التي وضعت في تحقيق ماهو مطلوب .. إلاّ أن ذلك يجعلها تفكر في العملاء الذين يشترون منتجاتها .. والتي تغيرت نتيجة لمعطيات خارجية أثرت في كمية المبيعات وعزوف المشترين .. لا أجد أي مبرر في أن نفكر في الأجل القصير بل يجب التركيز عليه حتى لا نفرط في مستقبل متفائل فيصل إلى فقدان أنفسنا .. علينا التفكير بجدية في المحافظة بقدر الإمكان على سيولة تفي الالتزامات .. وتوازن بين التدفقات والمصروفات حتى لا تقع في فخ الإعسار .. إني أرى أن تكون هناك ميزانية تقديرية تعمل على تحقيقها جميع أطراف الشركة ومنسوبيها .. فإذا تحقق عندها يتم توظيفه في مكان آمن قصير الأجل .. وفي حالة عجز السيولة النقدية المتوخاة فعلى الإدارة أن توجد وسيلة لتفاديه قبل حدوثه وأن تتوقعه قبل وصوله .. هناك توقعات وطموحات للإدارة المالية توضح حسب تكوين المدير المالي النفسي والعملي والعلمي والخبرة والقدرة على تحقيق تاريخي لتوقعاته .. فمنهم متفائل .. ومفرط في التوقعات .. ومنهم متشائم . ويفرط في سوء النتائج .. ومنهم المتردد .. والذي لا يقف على رأي وينتقل من خطة وتوقعات إلى خطة أخرى وتوقعات مختلفة .. سريع القرارات ويبدوا أنه الأفضل ولكن غير منسجم في قراراته وتوافقها .. إن الحفاظ على الحد الأدنى من مخزون الشركة يؤثر إيجاباً على البيع والتسويق .. أما زيادة المخزون يحل عبئاً ثقيلاً على الشركة يستوجب التخلص منه .. قد يؤدي إلى الاقتراض المرتفع وإلى فقدان السيطرة على الشركة وإدارتها .. وتعرضها للتصفية .. لذا فإنني أرى شخصياً بأن الشركة لابد أن تعمل في حدود إمكاناتها المالية المتاحة ,, وبذلك تكون في وضع صحي مثالي .. قادرة على السيطرة مع حاضرها ومتفائلة بمستقبلها .. بعيدة عن التذبذبات والمتغيرات . مهيمنة على وصفها ولكن يندر ذلك في التعاملات الحالية إلاّ ما رحم الله .. وعليه إذا أردت السلامة فابتعد عن الملامة .. فإن الدين هم يلاحق الشركة وإن كانت ناجحة في وقت ما .. ولكنها عرضة لهزات لا تحمد عقباها. [email protected] فاكس:6514860