أطلت كالحلم بين الصفوف وحانت مني التفاتة يجللها الصمت الكسير وأدركت بعض الأفول ناديت هاجر ! .. لم تجبني وتأملت خطاها حتى غابت بين الطالبات .. ذهبت في أثرها وكأنما كنت أسير في عالم من الخيال توقفت وأدركت واقعي .. لم تكن هي هاجر كم تعلقت روحي بها ! عادت بي الذكرى للأمل الذي تركته مسجى في ليل الحياة شكا من قصر الرجاء وأحنى كتفيه ثقل الحكاية .. حكاية من مدينة الملح جفت منابعها ! يا حسرة البعد التي أثقلت علي الآمال فشددت الرحال عن أرضك يا هاجر لم أحتمل أرض الملح التي أحالت عذب أيامي أجاج ودموع القلب يا هاجر لو تعلمين أشد ألما .. ستعذرني الحكاية فليس لي أن أعيد عقارب الأيام التي تعجلت ولم تمهلني ، وكيف اختلط الرجاء بالخيبة .. الخذلان بالطموح وكيف أضحى البعد غاية . كانت المدينة تنسج خيوط الجبروت تجسدت معه صورة الظلم فما كان للهمة إلا أن ترخي العنان فأمامها جدار من احتيال ولست ممن يخدش الطموح بأظافر اللؤم وصرت أدنو من المغيب . لم تسفر أيامي بعدها عن إشراقة الحلم ، وليت لي الزمام حتى أتبع ركابك وأقتفي آمالك الكسيرة وأجبر فيها العتاب .. هل تعلمين ما زلت أحمل ما تبقى لي من ذكريات خبأتها في أدراج الحياة وأحطتها بالحنين ربت عليها زمنا كنت أهادن فيها الشوق لك و وقفت أرقب نسائم البعد علها ترسل لي طيفا من ذكراك من عبير أيامك كنت أرى بهجة الحلم فيك كان الطموح يتمثل في مرآك أنت ورفيقاتك وما أشد انبهاري حين كنت أرى عبق الأمل يزهو في أرجاء المدرسة .. يا فراشات قلبي التي أسرتني بالجمال بين الردحات كنتن تنثرن أريج السعادة والهمة . وفي عيني هاجر رأيت الغد يشرق فقد كانت أبهى من كل حلم .. في عينيك المتقدة نباهة وملامح شقاوة الطموح ترتسم ببشاشة آسرة ضحكاتك البريئة تبعث الأمل في نفسي وكم صافحت يدي يدك تأييدا للفكرة وثناء كنت أزفه لك وأغتنم لحظات الزهو في نفسك لأداعب رغبات النبوغ فيك ما زلت أذكر موقفا أبكاك وانصرافك سريعا من أمامي تغالبين الدمع عن محياك ورفيقاتك يحطن بك كالفراشات المذعورة التي أزعجها هبوب الرياح فلم تعرف الاختباء وحين تأملتك أكثر قرأت ما تخبئه عيناك لم أشأ أن أدفعك للكلام رغم إلحاح من حولك روحي التي أحبت براءتك وطموحك كانت تعرف أن الأمور ليست على ما يرام يا هاجر وإذ كنت تمسحين الدموع فإن قلبي كان ينتحب في صمت .. خذلانك كان مريرا ما زلت أشعر بخيباته كلما نكأت علي الذكرى عبوس تلك اللحظات ..لو تعلمين أني أحتفظ بملابس فريقك الإعلامي الذي تسلمت قيادته يوما وسابقت الهمة حتى أرشدت الجميع بحسك الصحفي اللافت .. ملامح الطموح فيك وفي رفيقاتك كانت أسارير سعادة مطبوعة في قلبي يا بهجة الذكريات التي رافقتني زمنا إني أحن إليك وأدنو من أشرعة المغيب وأقول لها مازال هناك متسعا لتعود هاجر ورفيقاتها معي .. أرغب لو أحييها وأحضنها لو أقول إن هاجر وفريقها كان الأمل في جيل يصنع بيده ملامح الغد ، لقد لمست بيدي رحابة الهدف ولا أدري كيف ضاق مرمى الطموح عن اتساعه وكيف أهدرت الغايات وكيف أسدلت الآمال كم أتمنى لو أزيح الستار وأصفق لك أكثر فقد مللت الوقوف بعيدا ! واذ تؤول الأيام إلى مشوار لا أرى فيه محطات التقاء بك فإني أناشد الفجر البعيد أن يشرق بك وأن تتعهد أيامك قلوبا أخرى ترعى فيك ما وجدته ولم أكمله وتبادرك التشجيع فأنت تستحقينه ومهما يكن من خيبات أثق أنك ستعتلين يوما منصات الإبداع وستشرق روحك المتفائلة رغم كل شيء.