تصوير- عبدالمنعم عبدالله أكد عدد من الشباب المؤسسين لمبادرات تُعنى بالقراءة أن المجتمع لا يزال يتشكل، وهو بحاجة إلى مبادرات معرفية وثقافية تغيّره وتشكله ثقافياً.جاء ذلك خلال ندوة "منتديات القراءة" التي أقيمت (أمس) الجمعة في معرض الرياض الدولي للكتاب، والتي عرضت بعض التجارب الشبابية الجديدة في مجال القراءة، حيث أدار الندوة الأستاذ فهد الشاطري. البداية كانت مع الشاب ثامر الدهمشي، أحد مؤسسي مبادرة سِراج، ورئيس برنامج أرشدني للإرشاد الطلابي بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، حيث تحدث عن المبادرة بصفتها فكرة أطلقها وزملائه من طلاب الطب، وقال إنهم استفادوا من المشكلات التي تواجه نوادي القراءة التقليدية، ومنها المركزية، والتي تتضح حين يرأس شخص ما النادي، ومن خلاله هو فقط تجرى الندوات. وأضاف "أسسنا مبادرة سِراج بصفتها منصة رحبة تزدهر بالاختلاف والتنوع وتقوى بذلك، لتلغي فكرة المركزية، فهي مكتبة تعاونية عامرة يثريها الطلاب والطالبات بأجود ما لديهم من كتب، سواءً استعارة أو بتبادل الكتب، بهدف بناء مجتمع معرفي وثقافي وفكري، وقد ساعدنا في ذلك إنشاء بوابة "إنجاز" الالكترونية، وهي صفحة الكترونية تتم فيها كافة المعاملات، مثل إنشاء مجموعات القراءة الالكترونية، حتى وصل عدد المجموعات إلى 14 مجموعة فاعلة، كل منها في مجال معين، كما يتم عبر البوابة تبادل الكتب وإعارتها إما بالاستلام المباشر أو عبر فريق المبادرة". وشرح الدهمشي للحضور مشاريع مبادرته، ومن بينها رقمنة الكتب، وهي تحويل الكتب إلى كتاب الكتروني بصيغة PDF، وتحويل الكتب إلى صيغة برايل، بالتعاون مع مجموعة "كفيف". أما عن مستقبل مباردة سِراج، فقال إنهم يدرسون الانتقال إلى مستوى أعلى، والخروج إلى نطاق أكبر خارج نطاق الجامعة. من جهته، قدم الشاب عويّد السبيعي مؤسس نادي كتابي ومبادرة طفلي يقرأ، ومعد ومقدم برنامج "فاصل" على موقع يوتيوب، عرضاً هو مبادرته، أكد فيه إن المجتمع لا يزال يتشكل، وهو بحاجة إلى مبادرات تغيره وتشكله ثقافياً. وأفاد بأن هدف النادي هو إثراء المحتوى الثقافي، وبه 4 مسارات هي: نشر الثقافة والقراءة، والأمسيات الثقافية، ونقاشات الكتب، والشراكات المعرفية التي لا تقتصر على المدن الرئيسية فقط، وإنما مدن أخرى مثل أبها وتبوك وشقراء والأحساء. أما فيما يتعلق بالأرقام وإنجازات النادي، فكشف السبيعي أن نادي كتابي يضم 140 متطوعاً، وأقام عدة أنشطة ثقافية، ويصل اليوم إلى أكثر من نصف مليون مهتم، عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، كما إن النادي عمل على إحداث 450 فرصة تطوعية احترافية سنوياً، واستطاع عرض ونقاش 200 كتاب، وإجراء 100 نقاش فكري ثقافي الكتروني، وتلخيص 40 كتاب، وعمل 30 مادة ثقافي عبر موقع يوتيوب، وإكساب 30 من طاقم عمل النادي مهارات التقديم والخطابة. بدورها، قدمت ماجدة المزروعي تجربة برودكاست وراق، وكشفت عن تفاصيل إنشاء هذه المبادرة، حيث قالت "إن المبادرة بدأت بهدف إلزام نفسي على القراءة المستمرة، والبحث عن تفاعل القراء مع فكرة غير مسبوقة، وهي عرض ملخص لما قرأت من كتب على موقع تويتر، وقد بدأت بتلخيص الكتاب عبر 100 تغريدة، بواقع 20 تغريدة يومياً تبث خلال أيام العمل، ثم إرسال تلخيص الكتاب كاملاً عبر المجموعات البريدية، حتى لخصت في عام 2012م نحو 100 كتاب، ثم انتقلت بعد عدة أشهر من الملخصات المقروءة إلى الملخصات المسموعة، عبر مؤسسة الإعلام الجديد (New Media)، والتي منحتني عرضاً سخياً". وأضافت "انطلاقة برودكاست الفعلية كانت 23 أبريل 2013م، بالشراكة مع المؤسسة، وأنجزت حتى اليوم 65 حلقة، أي تلخيص 65 كتاب بطريقة سماعية". أما حول الفئة المستهدفة، فقالت المزروعي "إنها ثلاثة فئات: من لا يقرأ أو لا يحب القراءة لأسباب متعددة، مثل عدم تفضيله الجلوس المطوّل، وفئة من لا يجد الوقت الكافي للقراءة، فيسمع الملخص أثناء قيادته السيارة أو أثناء ممارسة المشي، والفئة الأخيرة وهي من يرغب في معرفة محتوى الكتاب قبل شرائه، وفي جانب الإحصائيات؛ فعبر موقع ورّاق، وصل عدد الاستماع للحلقات 204 آلاف مرة، و46 ألف تنزيل للحلقات، وعبر موقع ساوندكلاود (Sound cloud)، فوصل عدد الاستماع للحقات 71500 مرة، وعدد مرات تنزيل الحلقات 3500 مرة".