سألني ذات يوم سائق سيارة أجرة أمريكي بعد أن عرف بأني مسلمة إن كان صحيحاً ما يشاع من أنه بإمكان المسلم الزواج بأكثر من واحدة. بدت نواجذه عندما أجبته: بل أربع! وقال: Islam is awesome بمعنى أن الإسلام جميل. ودار بيننا هذا الحوار: هو: وهل تعلم كل زوجة عن الأخرى؟ أنا: غالباً لا. هو: ألا يعتبر ذلك خداعا أو كذباً؟ أنا: ليس حسبما يفتون، فلا تشترط موافقة الزوجة أو حتى إعلامها. هو: وهل تعلم المرأة المراد الزواج بها أنه متزوج من واحدة أو أكثر؟ أنا: حسبما يفتون لا يشترط إخبارها أو أهلها إن لم يسألوا. هو: وماذا إن كانت المراد الزواج بها قد تزوجت قبله، هل يشترط أن تخبره؟ أنا: بعد لحظة صمت.. نعم لأنه يفترض أنها بكر. هو: أولا تفترض هي أنه أعزب؟! أنا: بعد لحظة صمت.. ربما ولها أن تسأل وليس له أن يخفي شيئاً فالشفافية والصدق شرط. هو: إذا كانت الشفافية شرط فلماذا يكون الأصل الإخفاء حتى يتم السؤال؟! واستطرد ضاحكاً: نحن هنا أكثر شفافية مع صديقاتنا من رجالكم مع زوجاتهم! أنا: _في محاولة للعودة به الى النظرة الإيجابية_ لدينا كذلك أنواع لا تعد ولا تحصى ونبع لا ينضب من عقود الزواج فهناك المسيار والمسفار والمصياف والوناسة والمصواب والمطيار والمصياع والمحجاج والمسياق والزواج النهاري وزواج الأصدقاء والقائمة تزيد ولا تنقص وهذه لا يشترط فيها نفقة أو مسكن أو أي التزامات أخرى ومعظمها بنية الطلاق وتكون لمدة معينة قد تقصر لتصل ليوم واحد في حال السفر. هو: وهل تعلم المرأة المراد الزواج منها أن الرجل المتقدم لها ينوي طلاقها بعد مدة معينة؟ أنا: لا يشترط. هو: ولكن هذا خداع وظلم. أنا: _وقد أيقنت أنني ظلمت نفسي وأن ما حدثته عنه ليس هو الزواج في الإسلام وإنما الزواج «حسبما يفتون». فالإسلام لا يحث على التدليس أو الخداع ولا يرضى بالظلم والاستغلال وأن الزواج في الإسلام ليس علاقة جسدية مؤقتة كما البهائم وإنما هو علاقة سامية بنيَة أبدية فيها مودة ورحمة وشعور بالأمن والاستقرار وله هدف واحد وهو بناء أسرة مترابطة كريمة وإعمار الأرض_ تبسمت لأن هذا الحوار دار في رأسي فقط ولم تسمعه أذني أو ينطق به لساني، وكنت قد توقفت عن الكلام بعدما بدت نواجذه! وانتهى المشوار. @tamadoralyami [email protected]