في بعض شهور السنة اعتدنا أن نجعلها أفراح وتهاني ، واخترنا من بينها موسم الصيف حيث نحتفل بتزويج شباب وفتيات مستقبل هذا الوطن الغالي دون أن نستشعر بأن الزواج مسؤولية تهاون الكثير فيها حتى أصبحت نسب الطلاق في تزايد مخيف ،وتصاعد مذهل ، وباتت الفتاة في دوامة الحزن والقلق من مستقبلها حينما تسمع أو تقرأ الإحصائية الأخيرة بأن كل دقيقة ست حالات طلاق ، وبعد أن تعلم بأنه لا يوجد هنا أو هناك إنسان يدافع عنها ، ولا مجتمع يقف معها بعد طلاقها ، بينما قبل زواجها نزين لها الشاب المتقدم لخطبتها وبأنه ليس له مثيل ولا شبيه ، وليس هذا إلا تخلص من متاعبها وعبئها المكبل على عاتق الأهل ، وكاهل المجتمع ونسينا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في البنات ولعلي أذكر واحدا منها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها)) وبعد طلاقها نجدها مهمشة ومذنبة ومنبوذة حتى من بنات جنسها وكأنها مرض معد ولا يعالج. بينما زوجها يرفل بفحولته وتفتح له أبواب الزواج من كل حدب وصوب ونقول له (أنت فارس وكل وحده تتمناك)بل ولم نقف عند هذا الحد المغري فأجزنا وأبحنا له زواج المسفار والمسيار والمصياف وحتى نرضيه في منتصف عمله أبحنا له الزواج النهاري وكل سنة نصدر له زواجا حسبما يريد وكل هذا خوف من أن يقع في دائرة المحرمات وإرضاء لفحولته المتعطشة وكأنه لا يعيش في مجتمع لبس ثوب التدين والمحافظة وأما المرأة فلا ينظر لها أحد . وأخيرا وليس أخرا لماذا لم نسع إلى تزويج المطلقات كي نخفض نسب المطلقات مثلما نسعى إلى تزويج زوجها ؟ وكيف لنا أن نصلح بين قبيلتين حدث بينهما قتل أو خلاف أو غيرها بملايين الريالات ونتفاخر بذلك في وسائل الإعلام وأما مسائل الطلاق والعنوسة خاصة والمرأة بشكل عام نقف أمامها صامتين حائرين وإلا لأن هذا رجل وتلك إمرأة ...أجيبوا صالح صبحان البشري معيد بجامعة الملك خالد