لقد مات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله والموت هو شيء مامنه بد، لقد مات طيب القلب الملك الذي كان يحرص ويهتم دائما بأحوال وامور الرعية ويسعى بما فيه سعادتهم ويساهم في فعل الخيرات واعمال البر ويهتم بجمع شمل الامة الاسلامية والعربية بمبادراته الطيبة. كان الملك عبدالله رحمه الله شخصية فيه من التواضع وسمو الاخلاق وطيب السريرة وفيه من الرحمة والرأفة بابناء شعبه وابناء الشعوب الاخرى من المسلمين وكان رحمه الله له الكثير من الايادي البيضاء في مساعدة الشعوب من الامة الاسلامية والعربية المتضررة من الكوارث ومن النوازل والذين هم من الفقراء والمعوزين وكان رحمه الله يحث المسؤولين على خدمة الدين والوطن والمواطنين وقد كان رحمه الله له محبة في قلوب شعبه وقلوب الشعوب الاخرى. لقد مات الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وكان موته خسارة عظيمة على شعبه وشعوب الامة الاسلامية والعربية ولكن الموت حق لا ينجو منه اي مخلوق على وجه الارض وذلك كما قال الله تبارك وتعالى في الآية 57 من سورة العنكبوت (كل نفس ذائقة الموت وإليه ترجعون) وفي الآية 145 من سورة آل عمران قوله عز وجل (ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) وقال في الآية 30 من سورة الزمر لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (إنك ميت وإنهم ميتون) وقال في الآية 49 من سورة يونس (إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وفي الآيتين 26 و27 من سورة الرحمن قوله تعالى (كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام). والموت قد ذكره بعض الشعراء ومنهم كعب بن زهير بن ابي سلمى الذي قال: كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول وقال فيه ابوذؤب الهذلي: وإذا المنية انشبت اظفارها الفيت كل تميمة لا تنفع وقال فيه ابو الحسن التهامي: حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار وقال احد الشعراء في الموت: هو الموت مامنه ملاذ ومهرب متى خط ذا من نعشه ذاك يركب وقال فيه احد الشعراء: الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الحسان يرحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويجزيه احسن الجزاء على ما قدمه من صالح الاعمال لشعبه ولغيرهم وحفظ الله خلفه الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ووفقهم الله لما يحبه ويرضاه واعانهم في أعمالهم لكل ما فيه خير وصلاح.