تصوير – غيداء سندي حرصت الدولة على إنشاء الجمعيات في المملكة في وقت مبكر لرعاية المصالح المشتركة لمنسوبيها وتطوير أدائهم وإيجاد منبر يتحدث باسمهم ويتبنى قضاياهم ويعبر عن اهتماماتهم، بحيث تكون بمثابة القناة التي تتوحد من خلالها توجهات أصحاب التخصص والمهنة، والأداة التي ترصد تطلعاتهم، والجهاز المؤسسي الذي يسعى لتحقيق طموحاتهم في إطار الأهداف العلمية الوطنية. من هذا المنطلق ونظراً للحاجة الملحة لإيجاد آلية للحرف اليدوية والمهتمين بعلومها وفنونها حتى يتمكنوا من التعاون وتبادل الأفكار والآراء والخبرات لتطوير مهنهم وحرفهم اليدوية والفنية ، فقد أنشئت جمعية الايادي الحرفية بمنطقة مكةالمكرمة لتملأ مثل هذا الفراغ في البيئة الحرفية بالسعودية. تأسست هذه الجمعية في 1430/02/19ه بموافقة معالي وزير الشؤون الاجتماعية بترخيص رقم 452 وهي أول جمعية حرفية خيرية بالمملكة العربية السعودية غير ربحية هدفها الرئيسي التدريب الحرفي المنتهي بمشروع أو توظيف بالمجان . وقال رئيس مجلس الإدارة د. مصطفى بن محمد القرشي :"الحرف اليدوية ليست عيباً , فهي ظهرت مع ظهور سيدنا آدم عليه السلام وكانت نتيجة للظروف البيئية التي عاشها الإنسان وحاجته , والتي تغيرت وتطورت بتغير وتطور الحياة والزمن . وقد كانت مهن وحرف الأنبياء والرسل يدوية : ( النبي آدم عليه السلام – مزارعاً , النبي نوح عليه السلام – نجاراً , النبي إدريس عليه السلام – خياطاً , النبي إبراهيم عليه السلام – بزازاً بمعنى تاجر أقمشة , النبي إسماعيل عليه السلام قناصاً , النبي داود عليه السلام – يصنع المكاتل بمعنى سلال الخوص , الأنبياء إسحاق ويعقوب وشعيب وموسى عليهم السلام رعاة . النبي إلياس عليه السلام – نساجاً , نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله و سلم – راعي غنم ثم تاجراً. (عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً , فليعطيه أو يمنعه) . متفق عليه .تُعد المملكة العربية السعودية , من أهم الدول الإسلامية لقدم وعراقة بلدنا وعُمق وسمو ثقافته , لهذا أوجدت فيها حرف يدوية منوعةً قد لايوجد مثيل لها في العالم (كسوة الكعبة) وغيرها الكثير والتي شكلت فسيفساء جميلة وغنية بالثقافة التي عاشت في منطقتنا منذ آلاف السنين . فمن الناحية الإقتصادية والإجتماعية , لايجب تجاهل أهمية الحرف اليدوية فكثير من الحجاج والمعتمرين الذين يزورون بلادنا , وغيرهم , لابد أن يلقون نظرة على ما أنتجته أيدي الحرفيين السعوديين الذين يعيشون في قلب طبيعة ووطن تاريخي كهذا إضافة إلى ذلك فإنه يجب إعتبار المشغولات اليدوية رابطاً وثيقاً ومحكماً يربطنا بتاريخ وحياة أبائنا و أجدادنا ومصدر رزق كبير لهم ولنا , كل ذلك يدفعنا إلى الإهتمام بهذه الحرف اليدوية ومعرفة ما أبدعته أيدي الحرفيين السعوديين . لذا أصبح لزاماً علينا كأفراد ومؤسسات ومجتمع بكافة شرائحه , تحقيق مايوليه ولاة أمرنا حفظهم الله من إهتمام بهذا القطاع الحرفي والذي ينعكس إيجاباً على الجانب الإجتماعي والإقتصادي للوطن , أن تتكاتف الجهود للحفاظ على جعل هذه الحرف اليدوية هي فخر وإعتزاز لكل ممارس ومحترف لها في إتقانها بتدريب أبنائنا وفتياتنا كل حسب ميوله وهوايته ورغبته , لتكون حرفة في يديه تغنيه عن الحاجة , وتدّر عليه بالرزق الحلال الواسع بفضلٍ من الله ثم بجهده وإتقانه وحرفيته في صناعة يدوية تعتبر من أغلى الصناعات ثمناً وقيمةً , لكل من يسعى إلى تحقيق الذات , والإعتماد على النفس . فتثري ذوقهم وتجعلهم يسلكون الإتجاه الصحيح . (قال النبي صلّ لله عليه وآله وسلم : ما أكلٍ أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يديه , وإن نبي الله داوود صلّ الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده) . رواه بخاري" . وقال فيصل منير حلبي مدير عام الجمعية ان رؤية الجمعية :"إن تكون المرجع في تقديم برامج التدريب و التأهيل المهني للحرف اليدوية بمنهجية (التدريب حد الإتقان) بأساليب مواكبة للتطور المعرفي والتقني التي تُشبع رغبات وقدرات الفرد .وتسعى الجمعية لان تكون رسالتها هي تنمية أفراد المجتمع لحياة كريمة وان يكونوا سواعد لهذا الوطن . هذا وتهدف الجمعية الى المساهمة في حل مشكلة البطالة والفقر في المجتمع كذلك تدريب المواطنين و المواطنات على الحرف اليدوية المختلفة وايضا إيجاد منافذ بيع لجذب المستهلك لشراء المنتجات الحرفية بالاضافة الى إيصال أصحاب الحرف اليدوية ومن يتم تدريبهم إلى الإكتفاء الذاتي وتغيير الصورة السلبية السائدة عن الحرف اليدوية في المجتمع 0 وتعتبر الجمعية إن الاهتمام بالعنصر البشري والاستثمار التنموي يُعد من أساسيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنهض بها المجتمعات ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقطاع الحرفي الذي بدوره يعمل على حماية المجتمع من آفة البطالة مايحقق لأفراده النهوض بموارده المالية ، والرقي بأوضاعه المهنية والمعيشية والإقتصادية والوصول به للإكتفاء الذاتي والمشاركة في الإنتاج الحرفي ، ومنافسة الجودة الإنتاجية المستوردة . وقد إنطلقت جمعية الأيدي الحرفية لتحقيق هذا الهدف السامي في إستثمار الإنسان ، لتأهيل فكرة التعليم والتعلم الحرفي والمهني والعمل بمنهجية علمية ومنظمة من خلال وضع خطط إستراتيجية والعمل على تنفيذها بسياسات مدروسة تخدم المشاريع الاقتصادية التنموية في سوق الصناعات الحرفية من خلال مراحل لتقديم دورات متقدمة تنتهي بتحقيق تدريب حرفي حد الإتقان". منهجية التدريب: خدمات ماقبل التدريب : أخذت الجمعية على عاتقها الوقوف مع الحرفيين و الحرفيات ماقبل التدريب لدعمهم وتذليل العقبات أمامهم ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم بالكسب من عمل أيديهم بتأمين الوظائف لهم أو دعمهم لتأسيس المنتجات الصغيرة . التوظيف : تسعى الجمعية بفتح قنوات تواصل مع القطاع الخاص لمعرفة إحتياجاتهم من وظائف حرفية ومهنية وخدمية وتوقيع عقود التوظيف أو التدريب المنتهي بالتوظيف . دعم المنشآت الصغيرة : من أهم بدايات أي مشروع خاص إعداد دراسة جدوى إقتصادية وهذا عبء مالي تتحمله الجمعية نيابة عنهم وكذلك التعاون مع الغرفة التجارية الصناعية والجهات المانحة للقروض بخصوص دعمهم في منحهم القروض لتأسيس مشاريع صغيرة تنطلق من المحلات التجارية أو الإنتاج المنزلي . التأهيل : لوحظ على كثير من أبنائنا وبناتنا من خلال الدورات السابقة من السلوكيات الدالة على ضرورة تأهيلهم بدورات تعود عليهم بالنفع ، قبل مرحلة التدريب الحرفي . لذا كان بداية منهجية (التدريب الحرفي حد الإتقان) تقديم دورات لهم لدعم نفسي يعزز فيهم الثقة ويعلي من الحس الإبداعي لديهم ليصلوا لمرحلة إتخاذ القرار بتحديد ما يناسبهم وميولهم من الدورات الحرفية بل و العمل على إيجاد هوية تجارية مدروسة بالتعاون مع الجمعية. التدريب الحرفي : 1-النظري : التعريف بالحرفة وكل مايتعلق بتاريخها وأدواتها وطرق التدريب عليها . 2-العملي : البدء في تدريبهم على الحرفة بأساليب مواكبة للتطور الحرفي المعرفي والتقني التي يجب تزويد الفرد بها . وقد بات لزاماً علينا أن نقدم لهم المعارف و الخبرات العملية التي تفيدهم في مجال حرفتهم اليدوية والتي تشبع رغباتهم الذاتية . 3-التطبيق : وهي مرحلة مكملة للتدريب وفيها تدعم الجمعية المتدربين بالمواد الأولية للإنتاج والتي تعتبر من أساس دعم المتدربين وكل ذلك تحت إشراف مباشر لمدربين متخصصين في كل حرفة لمساعدتهم في تصحيح بعض القصور إن وجد ولتعريفهم بحُسن إستخدام المواد والوسائل الأفضل وكيفية التعامل مع تنسيق الألوان وغيرها من أساسيات إنتاج كل حرفة. 4-مشروع التخرج : متطلب إلزامي لإتمام برنامج التدريب لترسيخ مفهوم جودة الإنتاج من المنزل أو ورشة الإنتاج بالجمعية وصقل أيديهم لتطبيق ما اكتسبوا من تدريب حرفي . هذا النوع من التدريب (التتابعي) يمنحهم ميزة الحصول على المزيد من الدقة والتركيز بعيداً عن فترة التدريب الأولية لغرس المفاهيم والأفكار ومنحهم الفرصة لإثبات قدراتهم . 5-التأهيل لسوق العمل : بنهاية البرنامج التدريبي تهتم الجمعية بتقديم دورات تأهلهم للسوق من حيث التكلفة والاقتصاد وحُسن اختيار الخامات الأولية في الإنتاج بجودة عالية وسعر معقول لمراعاة تحقيق أصالة المنتج (كمنتج سعودي أصيل) بأن لاتقل المواد الأولية عن 51 % ، بالإضافة لدورات حسن إختيار الألوان وإخراج المنتج بصورته النهائية وإكتسابه للجودة المطابقة لمواصفات ومعايير الحرفة. 6-فترة الامتياز:منح الخريجين فترة إمتياز بالعمل بمكافأة شهرية لمدة شهرين كحد أدنى في الشركات والمصانع ذات العلاقة بالمهنة أو الحرفة أو الصناعة اليدوية لصقل مهاراتهم ودفعهم لسوق العمل. خدمات ما بعد التدريب: شؤون الخريجين : بعد إنتهاء برنامج التدريب لاتنقطع صلة الجمعية بأبنائها الحرفيين حيثُ يتم تحويل ملف كل متدرب إلى شؤون الخريجين لمتابعتهم والتعرف على أي عوائق تعترضهم أو أي خدمات يرغبون الحصول عليها لتذليل مايسهل لهم أمورهم والتواصل بهم بإستمرار لبناء جسور يسودها روح الأسرة الواحدة ومتابعة التوظيف والتمكين لتأسيس المنشآت الصغيرة . منافذ البيع : أنشئت الجمعية موقعاً إلكترونياً لسوق الحرف , تمهيداً للنقلة التقنية بإذن الله تعالى . كما تقدم الجمعية خدمات تسويق وبيع منتجات الحرفيين السعوديين المطابقة لأصالة الحرفة السعودية ومعايير الجودة بعدة مسارات: 1. فعالية ومشاركات الجمعية في المهرجانات والبازارات . 2. المحلات التجارية المنتشرة بالمراكز التجارية بمحافظات منطقة مكةالمكرمة والمقدمة من رجال الأعمال للجمعية. 3. المعرض الدائم بمقر الجمعية. 4. التسويق الإلكتروني في المواقع المتخصصة. تسويق المنتجات : استحدثت الجمعية مكتبا خاصا بتسويق منتجات الحرفيين والحرفيات السعوديين دعماً لهم , بالتواصل مع القطاعين الحكومي و الخاص والتعاقد معهم على تأمين هدايا ضيوفهم من منتجاتهم وتضمن الجمعية أصالة وجودة المنتج بسعر مُنافس. هذا وقد أخذت الجمعية على عاتقها الوقوف مع الحرفيين والحرفيات ما قبل التدريب لدعمهم وتذليل العقبات أمامهم ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم بالكسب من عمل أيديهم لتأمين الوظائف لهم أو دعمهم لتأسيس المنتجات الصغيرة من خلال:1-التوظيف 2-دعم المنشأت الصغيرة ". وقال عبدالله حسن سندي مدير العلاقات العامة والاعلام بالجمعية نطمح بالمشاركة عالميا في اليوم الوطني لنمثل المملكة في الحرف اليدوية وقد شاركنا في معارض داخل المملكة ومهرجانات مثل معرض الهيلتون ومركز جدة الدولي للمعارض وسوق عكاظ ومهرجان جدة التاريخي وغيرها من المعارض ونحن نعاني من عدم اقبال الشباب بعد التسجيل عن طريق الموقع وهذا يؤخر الدورة علينا وعلى المسجلين الجادين الذي ينتظرون الدورة على احر من الجمر فنتمنى ان يكون هناك مصداقية في التسجيل وان يكتمل العدد المطلوب للدورة والتي تعقد بعدد خمسة عشر متدربا حتى يتسنى للعموم الاستفادة من ذلك.وسوف نفتتح بمشيئة الله فرعا جديدا في مكة ليخدم اهالي مكة والمحافظات والقرى المجاورة لها".وأضاف سندي:" هناك توقيع اتفاقيات مع قطاعات حكومية وشركات ومنها اتفاقية تدريب في معهد الايدي الحرفية للسيدات مع الكلية التقنية للبنات ومركز جسارة الحديث وجمعية منتجة كما تم توقيع اتفاقيات توظيف مع عدة شركات ومصانع وكذلك اتفاقيات تسويق وبيع منتجات واتفاقيات تعاون مع جمعية المتقاعدين والغرفة التجارية بجدة ايضا اتفاقيات تمويل تأسيس مشاريع مع عدة شركات ومصانع سواء كانت حكومية أو أهلية".