البلاد-هليل المزيني يتميز بعذوبة شاعرية ويرتكز على ثقافة واسعة جعلت منه شاعرا يلامس شغاف القلوب من خلال ما يبدع في مختلف أغراض الشعر. إنه الشاعر الجميل ضيف الله بن سليمان القرني والذي حرصنا في (ملامح صبح) على استضافته من خلال هذا اللقاء لنتعرف على الجوانب الخفية في تجربته وإليكم نص حوارنا معه: *حدثني عن بداياتك..كيف كانت..وأين كنت قبل تويتر..وما الذي قدمه لك؟.. **بشكل عام..تجربة الإنسان الغنائية تبدأ منذالطفولة وعندما يكبر تظهر على الموهوب بعض العلامات الشعرية التي قد يحس بها أحد افراد الأسرة أو الأستاذ في المدرسة حسب ظروف الوعي المحيط بالموهوب.وبالنسبة لي كنت محظوظا حيث كانت أمي شاعرة وكذلك والدي، رحمهما الله.والبداية كانت خلال المرحلة المتوسطة في المعهد العلمي حيث كنت اكتب بالفصيح بعض المقاطع الوعظية وكذلك الأناشيد الحماسية للجهاد الأفغاني في تلك الحقبة من خلال فعاليات مسرح المعهد والمعسكرات الكشفية والمراكز الصيفية وكان هناك دعم وتشجيع من قبل أساتذتي في المعهد وجامعة الإمام.وكنت أكتب في نفس الوقت باللغة المحكية ولكن بعد الثانوية وجدت نفسي في القصيدة العامية. وبالنسبة للشق الثاني من السؤال اين كنت قبل تويتر..كنت متواجداً في المناسبات الاجتماعية وبعض المنتديات الشعرية.حيث لم أركض وراء النشر الإعلامي ليقيني أن الشعر سوف يصل بذاته والإعلامي المنصف والحقيقي سوف يبحث عن الشعر دون محسوبيات أو مجاملات.وللأمانة ودون مجاملة أنت أستاذ هليل والأستاذ عبد الله الفارسي من الأقلام الصحفية النزيهة التي خدمت الشعر والشاعر. كما أنه خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة تم نشر عشرات القصائد في بعض الصحف المحلية ومجلة جواهر.وفواصل ومجلات متنوعة أخرى حتى بدون صورة شخصية.وتويتر كان نافذة مفتوحة دون قيود كسرت كل الأحجبة التقليدية في كل المجالات. *كنا قد مررنا ثلاثة نصوص شاركتنا بها مؤخرا لعدد من النقاد ونشرنا رؤيتهم عنها،كيف كان تقبلك لوجهة النظر الأخرى..وماهي ملاحظاتك عليها ؟.. **من المعروف ان النقد هو فن تفسير الأعمال الأدبية ،يشترك فيها ذوق الناقد وفكره للكشف عن مواطن الجمال أو القبح في الأعمال الأدبية وكما تعلم تنوع واختلاف المدارس النقدية وأدوات الناقد واختلاف مناهج النقد معناه اختلاف في وجهات النظر. ويكون النقد مقبولا من الناقد المحايد المتقن الذي يعنيه الجمال والرقي بالفن والإبداع والذي يستطيع أن يكبح جماح هواه الخاص وقناعاته الأدبية والأيديولوجيه اثناء النقد. وفيما يخص النصوص التي ذكرت اتضحت الفوارق الثقافية والمهنية والقدرات النقدية بين النقاد الكرام وقد تجلى الناقد خاصة في النص الأول والأخير الأستاذ نايف العتيبي وعبدالله باشان. والنص الثاني كان عصياً على الناقد وقدراته ولا يلام بعد اجتهاد.والقارئ أصبح لايخضع للوصاية وقادر على تخطي التشتيت. *ما الذي أدى إلى إنقراض المجلات والمنتديات الشعرية وعدم قدرتها على مواكبة الإعلام الجديد وفي المقابل بقاء صفحات الشعر فى الصحف الورقية؟.. **لا شك أن ظهور الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي أصاب المجلات الشعرية بحالة فوضى وتخبط حيث سعت بعض المجلات على إنشاء قنوات فضائية تحمل اسمها مما زاد من مساحة الفوضى الشعرية التي أصابت المشاهد والشاعر بالملل والصداع مما أدى إلى(انقراض) وسقوط وإغلاق عدد كبير من المجلات الشعبية أبوابها وتسريح محرريها ومالكيها ليتبقى من يملك المادة فقط وليس الجهد والقدرة على المواصلة رغم عدم جدواها اقتصادياً.وجذبت مواقع التواصل الشعراء حيث أصبح لكل شاعر متابعيه الذين يتابعون نتاجه اليومي ويحدث التفاعل المباشر بينه وبينهم بالتعليق والردود وكلمات الإطراء التي ترضي غرور الشاعر ليصبح نجماً في هذه المواقع فلم يعد يحرص على التواجد في المجلات الشعبية التي أصبحت تعيد نشر وتكرار ماتم قراءته في تلك المواقع. وسبب صمود الصفحات الشعبية وعلى رأسها(ملامح صبح) هو مواكبة التقنية والإعلام الحديث ووجود الكوادر الصحفية المتخصصة والواعية ذات البصمة المهنية الحقيقية التي كسبت ثقة الشاعر والمتلقي وثقة الصحيفة نفسها.وأنت يا أبا أحمد أصدق دليل على قولي ويشاركني شعراء وقراء(ملامح صبح) دون مجاملة. *هل يعول على قنوات الشعر الفضائية في الإرتقاء بالوعي وعدم إثارة النعرات الممقوتة ولماذا؟.. **مايسمى زورا بقنوات الشعر هي في الواقع قنوات تجارية قبلية جهوية خطيرة إذ تساهم في تفكيك الإنتماء للوطن وتسلب الروح الوطنية من خلال النعرات والكائنات الهيكلية والشيلات المبتذلة ذات (الهياط)الموسمي.وهي عبارة عن بسطة تروج للمنتجات المغشوشة والسامة في أسواق المواشي. *كيف ترى مسابقات الشعر وأين أنت منها؟.. **مسابقات الشعر امتداد لمخرجات(وخراج)القنوات السابقة هدفها الربح من خلال تصويت قبيلة المتسابق وإن حاولت أن تراوغ وتدلس على الناس وتغري المتسابقين بالبريق العابر.ولا اعتقد أن هناك شاعراً حقيقياً صاحب رؤية وقضية نبيلة يزج بنفسه فيها!. *ماهي مشاريعك المستقبلية على صعيد الشعر؟.. **لعلي أجمع ما يمثل تجربتي الشعرية في ديوان.ولدي كتاب آخر(رواية) لسرد محطات مهمة ومثيرة في حياتي.والطائر الجريح لا يتوقف عن الغناء. *هل لديك ماتود إضافته في نهاية هذا اللقاء؟.. **أرجو من وزارة الثقافة والأعلام أن تحمي الوطن والشعر والذوق والذائقة من بشع وعاهات تلك القنوات.وأتمنى أن يتقبل المتلقي وجهة نظري.والشكر لكم أستاذ هليل على ماتقدمون من جهد في خدمة الشعر والفكر والجمال.