من رحم المعاناة يولد الأمل والإبداع ، ورغم كل التحديات والمعيقات التي تواجه المرأة نتيجة للعادات والتقاليد الخاطئة وللموروث الثقافي المبتور، نرى نماذج مشرقة لسعوديات تفوقن في الانجازات العلمية والأعمال الاجتماعية والانسانية وفي عالم الاقتصاد والتجارة . تشهد البلاد حراكاً اجتماعياً وثقافياً ومتغيرات في المفاهيم والمعتقدات والنظر لعمل المرأة وكفاءتها المهنية ،حيث أصبحت النساء أكثر اصراراً على مشاركة الرجل أسباب تقدم المجتمع وازدهاره ، ونجاح برامج الوطن التنموية ، فقد أقبلت على الدراسة بكل همة ونشاط وتسلحت بالثقافة وحصلت على أعلى الشهادات والدرجات العلمية ، ونما لديها الحماس والرغبة للانخراط في الشأن العام للمجتمع ، والعمل في العديد من القطاعات العام والخاص والجمعيات الأهلية والهيئات الوطنية والمؤسسات التعليمية، وتبوأت المراكز القيادية بكل جدارة واقتدار ، إلى الحد الذي أثار إعجاب العالم بمنجزاتها العلمية وحضورها المتميز. ومؤخراً فازت عشرين مرشحة سعودية للعمل في المجالس البلدية توكل إليهن مهام نهضة الأحياء والوقوف على احتياجاتها من خدمات وتحسين مستمر ، وقبلها تم تعيين ثلاثين سيدة من الكفاءات الوطنية كعضوات في مجلس الشورى وشركاء في التخطيط ورصد الميزانية والمراقبة والاقتراح والمتابعة ، وهناك نماذج لسيدات متميزات في المجال الطبي والهندسي أمثال الدكتورة خوله الكريع – كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وعضو مجلس الشورى والبروفسورة غادة المطيري – أستاذة الهندسة النانوية في جامعة كاليفورنيا والتي نالت جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي (HIN ) في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، أما في مجال المال والأعمال فقد تبوأت سيدة الأعمال الدكتورة ناهد طاهر منصب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في بنك ( GULFON ) للاستثمار ، وحصلت سيدة الأعمال لبنى العليان على وسام الملك السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى وهي الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات العليان العالمية ، كما يوجد بين المبتعثات للدراسة في الخارج من أصبحن نموذجاً مشرقاً في التفوق العلمي والأعمال التطوعية ، حيث أثبتت المبتعثة زهور العسيري أنها خير سفيرة لبلدها وصارت حديث العالم ووسائله الاعلامية حين قامت بمبادرات انسانية وساعدت اللاجئين العالقين في المجر وسهلت وصولهم إلى المانية محطتهم النهائية. وفي الجانب الاقتصادي نرى العديد ممن خلقن مشاريع رابحة وشغّلن أيدي عاملة نسائية في مجال التصميم والأزياء والتزيين وصنع الحلويات والمأكولات ، التي تحمل مواصفات جيدة ومزايا عالية ، وقد حصل مطعم نوريات في الدمام الذي أسسته نورة المقيطيب على جائزة الغرفة التجارية بالشرقية كأفضل مشروع واعد .. وهناك الكثير والعديد من الأسماء اللامعة لسيدات سعوديات وأسر منتجة – لا مجال لذكرها الآن – قد ساهمن من خلال الطموح البناء والعطاء اللامحدود في خلق تاريخ مشرف يحكي قصص الكفاح والنضال لنساء عملن من أجل تقدم الوطن ورفعته . هذه المرأة العاملة في بلادنا وتلك العضوة الفاعلة والمنتجة والخيرّة تستحق منا التقدير، وتستوجب أن نضمن لها حقوقها المشروعة وطلباتها المحقة ، بحيث نكثف الاهتمام بشؤونها ونذلل ما يقلقها ويعيق مسيرتها ، ونسعى إلى زيادة فرص تدريبها وتأهيلها ، والإكثار من عدد مراكز رعاية الأطفال في الأحياء تحمي صغارها ، ونوفر لها وسائل نقل جيدة تقلها بكل أمن وسلام إلى مواقع عملها ، تجنبها شبح الحوادث في الطرقات والسرعة المتهورة للسائقين. يقول نبينا العربي الكريم : "استوصوا بالنساء خيراُ " يقول نابليون بونابرت :" الأم التي تهز السرير بيمينها ، تهز العالم بيسارها " Twitter:@bahirahalabi