جدة – حماد العبدلي وإبراهيم المدني تساءل عدد من الأهالي في محافظة جدة عن البرامج الوقائية ومكافحة حمى الضنك وذلك في اعقاب تزايد تسجيل حالات الإصابة بحمى الضنك بالمحافظة حيث تم رصد بؤر الحمى في عدد من الأحياء وسط جدة وفي جنوبها وشمالها. وارجع الأهالي زيادة حالات حمى الضنك إلى تدني مستوى المكافحة وضعف برامج التوعية بالإضافة لانعدام أو محدودية الجولات الميدانية للفرق المتخصصة في المكافحة كما كانت قبل سنوات. وطالب الأهالي الجهات ذات العلاقة بمتابعة القائمين على برنامج مكافحة حمى الضنك وحثهم على مضاعفة جهودهم والعمل على وضع حلول عاجلة ونهائية لبؤر توالد البعوض الناقل للحمى والذي صار معضلة ومعاناة للسكان. المستنقعات موجودة: واستغرب المواطن حمدان بن صالح الزهراني وهو من سكان شمال جدة من وجود مستنقعات لمياه الصرف والأمطار في مواقع قريبة من السكان مما ساهم في انتشار البعوض حتى مساكن الأهالي. واستطرد الزهراني قائلاً:" ابلغنا عمليات الأمانة ولا ننكر تواجدهم وقيامهم بالرش ولكن هذا ليس حلاً فالبعوض موجود طالما أن المستنقع موجود فالبيئة الجاذبة للبعوض متوفرة بغزارة وعمليات الرش تذكرنا بحبة الأسبرين المسكنة للألم لفترة بسيطة ولكنها ليست علاجاً قاضياً على سبب الألم". 2500 حالة في عام: إلى ذلك اوضح المتحدث الإعلامي بصحة جدة الأستاذ عبدالله الغامدي أن عدد حالات حمى الضنك المسجلة في محافظة جدة خلال العام الميلادي المنصرم 2015م بلغ 2500 حالة وتم علاجها في المستشفيات الحكومية والأهلية بمحافظة جدة. وأضاف:" علاقة صحة جدة مع حالات حمى الضنك طبية وعلاجية وتساهم في التوعية بمسببات الحمى وتطرح الحلول الوقائية فيما تتولى الأمانة مسؤولية المكافحة". الحفر الوعائية: من جانبه أكد مبارك الحربي من سكان الروابي أن البيئة الحاضنة لكافة الأمراض موجودة في جدة ففي الأحياء هناك العديد من الحفر الوعائية تتسرب إليها المياه ناهيك عن مياه الصرف الصحي والمجاري تحت الكباري وخاصة كوبري العمال الذي تنبعث منها الروائح النتنة من كل حدب وصوب بل العديد من الأمراض والتي تقذفها تجاه عامة الناس ومياه الصرف الصحي تتدفق على الشوارع ويبدو أنها في الحقيقة تصعب السيطرة عليها في غياب شبكة المجاري التي يمكن أن تنقذ المدينة من هذا الخطر الذي يهدد صحة سكانها.. وبنيتها التحتية". مياه المجاري: كما المح مفرح عسيري إلى أن شكوى طفح مياه المجاري كانت مقتصرة على الأحياء التي لم تصلها الشبكة.. ولكن فجأة ظهرت المشكلة حتى في الأحياء التي بها شبكة للصرف الصحي.. فقد فوجئ الكثير من سكان أحياء جدة القديمة مثل الشرفية والبغدادية والعمارية والهنداوية والكندرة من تدفق مياه الصرف الصحي بين فترة وأخرى وكذلك حي بترومين الكرنتينة وهي الاكثر اشكالية من حيث طبيعتها الجغرافية المعقدة والساكنين فيها ومنهم مخالفون للنظام وهم وراء الأوساخ في الحي وهي بلاشك من أهم مصادر الأمراض لباقي الأحياء المجاورة ويكاد هذا الحي أن يكون عصي الحل على الجهات ذات العلاقة لكثرة مخالفات ساكنيه لى ارض الواقع. كما بين عسيري أن الضنك ليس وليد صدفة في جدة وهو مستمر وسيبقى طالما وجدت الأرضية الجاذبة لهذه الحشرة. واستغرب عبدالله القرني أحد سكان حي الروابي من تأكيد أحد أطباء صحة البيئة أن الضنك قد انتهى تماما ولم يعد موجوداً في جدة فيما شهد حي مشرفة الأسبوع الماضي إصابتين مؤكدتين وتم علاجهما في أحد مستشفيات جدة الخاصة بنفس الحي.وأشار القرني أن التضارب في المعلومة من الجهات المعنية أمر مستغرب للغاية ويفترض أن يكون هناك مسح ميداني لكافة الأحياء وأن يكون لديهم أجهزة متطورة خصيصاً لهذا الغرض0 غياب المتابعة: وبين أحمد الشيخي أن انعدام الصيانة الدورية، وغياب المتابعة المستمرة.. لشبكات الصرف الصحي هي السبب في وجود المياه على سطح الأرض بشكل مخجل.والعاملون في الصرف الصحي لا يكلفون أنفسهم بالتحرك والمتابعة، ومعرفة أحوال الشبكة إلا إذا جاءهم اتصال من مواطن أو عدة مواطنين غرقت شوارعهم بمياه المجاري. زيادة في الحالات: المشكلة هذه المرة أن عملية الخلل قد اتسعت رقعتها.. وامتدت على مساحة كبيرة من أحياء جدة بحيث غرقت الكثير من الشوارع فأصبح من الصعب أن يتم علاج هذه المشكلة بالسرعة المطلوبة وزاد هاجس السكان بالإصابة بحمى الضنك التي أصبحت من الأمراض التي تهدد صحتهم. محمود الشريف من سكان شرق جدة قال:"إن انتشار المستنقعات وانتشار البعوض بشكل ملفت للأنظار من أهم أسبابه إصابة صغار السن بحمي الضنك: مبدياً قلقه من بقاء بؤر الوباء على حالها دون معالجة من قبل الجهات المختصة، مشيرا إلى أن المستنقعات تكونت بفعل تسرب مياه الصرف الصحي.وقال الشريف إن انتشار البعوض في هذا الحي خاصة في الليل نتج لقربه من مستنقعات الصرف الصحي. وطالب الشريف أمانة جدة بتكثيف الجولات الميدانية على الأحياء وتسليط الضوء عليها بشكل كبير لأن سكانها هم أكثر الناس تضرراً من البعوض، مؤكداً أن بعض سكان الحي بدأوا في الخروج منه بسبب إصابة أبنائهم بالمرض فأصبح الحي مرتعاً للبعوض بل أكثر من ذلك حيث بدأ في التكاثر والتزايد بسبب البيئة الخصبة المناسبة له.