الكاتبة د. أميرة كشغري وقعت في مخالفة لا تتفق مع ما جاء في عنوان مقالها: (الاختلاط ليس جريمة يعاقب عليها القانون) كما لا يتفق مع ما جاء في الشريعة الاسلامية من نهي عن خلوة الرجل (الاجنبي) بالمرأة الاجنبية اذا كان ليس معهما محرم او زوج، فعن جابر رضي الله عنه: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فان ثالثهما الشيطان) رواه احمد. وعن عامر بن ربيعة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له، فان ثالثهما الشيطان) رواه ايضا احد. وفي نيل الاوطار (ج6 ص126): الخلوة بالاجنبية مجمع على تجريمها كما حكى ذلك الحافظ في الفتح، واضاف: وعلة (التحريم) ما في الحديث من كون ثالثهما الشيطان وحضوره يوقعهما في المعصية أما مع وجود المحرم، فالخلوة جائزة لامتناع وقوع المعصية مع حضوره. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع الخلوة ايضا: (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة الا معه رجل او اثنان) رواه مسلم. ومما منعه الاسلام للاسباب ذاتها: اختلاط الرجال الاجانب بالنساء الاجنبيات! فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة عن الاختلاط بين الرجال والنساء وبذل ما في وسعه للقضاء عليه، ومنع كل ما ما يؤدي اليه حتى في مجال العبادات واماكنها! فقط اسقط عن المرأة وجوب صلاة الجمعة كما اسقط عنها حضور الجماعة في المساجد، قال رسول الله عليه افضل الصلوات واتم التسليم في شأنها في صلاة الجمعة: (الجمعة: حق واجب على كل مسلم في جماعة الا اربعة: عبد مملوك او امرأة او صبي او مريض) رواه ابو داود الحاكم عن طارق بن شهاب، ورواه الدار قطن، والبيهقي عن جابر بن عبدالله. وفي اعفائها من حضور صلاة الجماعة: عن ابن عمر: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن) رواه احمد وابو داود. وعن ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير مساجد النساء قعر بيوتهن) رواه احمد والطبراني. وقالت عائشة رضي الله عنها عندما رأت ما صار اليه النساء في عهد بني امية: (لو ادرك رسول الله ما احدث النساء لمنعهن المساجد كما منعها نساء بني اسرائيل) رواه ابو داود. وقد جعل الاسلام صفوف النساء في الصلاة اذا حضرنها خلف صفوف الرجال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال اولها وشرها اخرها، وخير صفوف النساء اخرها، وشرها اولها) رواه ابو داود والبخاري واحمد عن ام سلمة. وفي صلاة العيد كان النساء يحضرن، ولكن كان مكانهن في المصلى على حدة من مكان الرجال. وكان النبي صلى الله عليه وسلم (اذا فرغ من خطبة الرجال يأتي النساء فيذكرهن) رواه ابو داود عن جابر بن عبدالله ورواه البخاري ومسلم عن ابن عباس. فالمجالس المختلطة من الرجال والنساء لا تتفق بحال مع طبيعة الاسلام وتعاليمه، فالعقيدة الاسلامية لا تسمح باختلاط الجنسين للعبادة في مواضعها من باب اولى ان لا يبيح الاختلاط بينهما في الاماكن الاخرى كالكليات الجامعية والمكاتب والمجالس والنوادي! والغاية من هذه الاحكام (اكرام المرأة والاعتراف بحقوقها التي تقتضيها طبيعتها واهليتها وبابعادها عن مواطن الشبهات ومزالق الشهوات حتى لا تلوث سمعتها بالاضافة الى الجاذبية الجنسية التي اودعتها فطرة الرجل والمرأة، ولها عليها سلطان لا ينكر، تزداد قوة واشتدادا باختلاط الجنسين فتنشأ غزيرة الحرص على الظهور بأبهى مظاهر الزينة واشدها جاذبية للجنس الآخر مما يشجع على الانحراف! ولا يختلف النهي عن القانون في منع الاختلاط بين الرجال والنساء فكيف تتصور الكاتبة بانه لا يعاقب عليها القانون؟.