من مسافات التاريخ .ومن تفاصيل الأحداث وتكريس مبادئ الإسلام.. ومن منطلقات فرض الأمن كانت وما تزال المملكة العربية السعودية تمثل أكبر تجربة في وحدة أمة تقاسمتها خارطة التيه وشتات الأرض في مرحلة كان للجهل بالدين ومفاهيم الحياة والعقائد السماوية دوراً في قتل النفس الحرام ومصادرة كل ما هو من مقومات البشر من حقوق ومكتسبات تحكمها متاهات الدوائر الضيقة فكراً وعملاً وتعاملاً.. فكان أن ارتهنت الضمائر إلى ما هو أكثر تأثيراً وأكثر ظلاماً في حياة العتمة والسير في مسالك لا تلبث أن تقذف بها في أتون الضياع خلف قصص وروايات ترتهن في تفاصيلها إلى غياب كل مقومات الوعي الذي حجبته أسوار ذلك الجهل. هكذا كان لابد أن نقف عند ذاكرة التاريخ والناس والأرض. ثم نرى كيف كان للإيمان معنى.. وكيف كان لتكريس العقيدة نجوى. وكيف كان لاستقامة الإنسان امتداداً تحكمه الأخلاقيات في مرتكزات إيمانية فرضت التحول العقلاني وصنعت مستقبل وطن وأمة من منظور انتصر على ذلك الظلام وبدد الفرقة برسالة السماء فكانت هذه الرسالة هي آيات القرآن الكريم وسنة النبي الأمين. ومنها انطلقت مرحلة التغيير في صورة لم تكن في مشهد محدود .ولا في صراع بلا حدود بقدر ما كانت شاملة ومختصرة في محكم الكتاب الذي فصله الله تفصيلاً. وسنة آخر أنبياء الأمة الذي ترك وصيته لأمته واعداً إياهم بعدم الضلالة إذا اتبعوها لتكون محصورة في ما أنزل الله على نبيه الأمين وما فرضته الأمانة والإيمان على خير المرسلين من سلوك وتشريع لا يترك مجالاً لضياع الطريق إلى النور والخير والإيمان. هكذا برزت المملكة العربية السعودية كرائدة في تكوين دولة ذات قيمة إسلامية وأخلاقية تسير إلى الأمام دون أن تتأثر بإعادة فكر جديد أو تشريح مخارج تخطفها الأهواء إلى خلط ثقافة فلسفية تتجاوز مخرجات العقيدة الصحيحة.. ثم تقذف بالمقومات والمكتسبات الإيمانية إلى الهلاك ومصادرة كل ما تضمنته العقيدة من معان سامية تحفظ قيمة الإنسان ومكانته وتضمن له حياة كريمة تجعله يعيش حياته في ظل دستور عظيم لا يتغير. وسنة لا تشير إلى نبوة ورثية على الأرض.. هنا كان للمملكة استقرار مكانتها على الدستور الذي جاء حفاظاً على الحياة دون تعثر ودون تغيير من صناعة الفكر الإنساني. ومن ثم كان لهذا الوطن وقيادته أكثر من قصة مع الإرهاب بكل أشكاله عبر محطات تاريخية فرضها ذلك الجهل في محاولة للعصف بالأمن والحياة والناس وقبلها القيمة الحقيقية للدين وفق المبادئ الصحيحة وكان لكل واحد من تلك المنعطفات قصة لم تستطع قواها أن تكسب أكثر من كبح جماحها. وإذا كان قد تم أمس تنفيذ حكم الله في أولئك الشرذمة الذين ساروا في كوكبة الضلال فإن ذلك تأكيد للعالم وللدنيا وللعقيدة قبل كل شيء أنه لن يثنينا عن مواجهة أولئك الخوارج والقتلة والعابثين بالدين وأمن الأمة أي عائق. وأنه لن يكون بمقدور أكبر قوة من ثني إرادتنا في تطبيق شريعة السماء. وإن لنا في القصاص حياة. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri