كانت لفتة كريمة من وزير التعليم الدكتور:عزام الدخيل بتكريم حارس المدرسة الابتدائية بالرياض373 نظير ما قام به من لمسات حانية وتصرفات عفوية تدل على حس مسؤولية عال عنده وخلق نبيل سام تجاه الطالبات الصغيرات. كانت مظاهر الاحتفاء جميلة بهذه النماذج البسيطة في المجتمع.. إلا أن ما أعقبها من تصرفات غير مسؤولة وإسقاطات تهكمية يتم تبادلها بوسائل التواصل الاجتماعي بشكل سريع تحمل مدلولات صريحة على أن فهم البعض ورؤيته للأشياء قد تحكمها فلسفة ناقدة تؤل بالناقمة! أعقب خبر تكريم الحارس تداول مقطع صوتي تعبر صاحبته و أظنها مسؤولة في مدرسة عن انتقادها الكبير لتصرف الحارس واصفة إياه بانه يقوم بأدوار ليس مؤهلا لها ومعقبة بأن تصرفه خاطئ جملة و تفصيلا..حتى أنها لم تترك للإشادة الانسانية دور ولم تتطرق للروح الجميلة الصادقة التي اتسم بها الحارس..كل ذلك لا يهم فهي ترى من زاوية أن قيامه بهذه التصرفات غير مبررة!. إذ كانت هذه المتحدثة ترى من هذه الزاوية وحرية الرأي مكفولة لها لكن في حدود الذوق العام. هل كانت بإسقاطتها تلك تفتح لنا بابا قد ندخل منه للإطارالذي ينبغي أن يكون لمهام حراس المدارس وبرأيها فإن دورهم يجب أن لا يتخطى باب المدرسة وبعبارة أدق لهم حدود مساحة يفترض عدم تجاوزها ولا مانع لديها أظن من وضع علامات تنبيه للحارس حتى لا يتخطى حدود المساحة الملزم بحراستها!.. فالحارس مهما كان بشر قد تحكمه العواطف وصفة النسيان وربما قام بأعمال هي ليست من اختصاصه!. لاأدري فعلا من أي مسوغات بنت رأيها السابق وهل هو فقط اجتهاد منها شابه التهكم وليت رأيها سلم من الاستفزاز لكان بإمكاننا قبوله! أسلوب المتحدثة للأسف خرج عن حدود اللياقة اللفظية والصياغة الموجهة الناقدة بأدب ومثل هذه الأساليب تنتشر فقط لأنها اتسمت بالسخرية والتهكم!. جاءت الردود على المتحدثة مما يندى لها الجبين من بذاءة لفظ ونقد معيب!. تبادل هذه الرسائل والمقاطع بين الناس سيعكس لاحقا جرما نرتكبه في ثقافة شعبنا ومدى تحضره ورقيه وهذه النماذج المتهكمة تسهم في إفساد الذائقة لدى الآخرين وافتقاد روح الأناقة في التعامل. إن مشاهد ومقاطع السخرية في المجتمع صارت جزءا لا يتجزأ من الحصة اليومية لأفراد مجتمعنا تعليقات ظريفة لا تخلو من روح الدعابة وأخرى مسيئة!. إن اعتياد المجتمع على هذه الإسقاطات على ما حولهم من أحداث قد يجر تبعات أخرى نحن في غنى عنها!. لماذا نسيء إلى أنفسنا و ننشر الغسيل! ألا نعتقد بأن ما يعيب بعض أفراد المجتمع قد يطالنا ككل.. إن اعتيادنا على هذه الإسقاطات وتعمد نشرها يعكس ذواتا تتدنى لديها القيمة لتقدير معطيات الحدث وانعكاساته سلبا وإيجابا على الآخرين. يتجرد البعض من حس المسؤولية بتعمد نشر مقاطع تسيء للمجتمع أو لبعض أفراده وقد لا تعكس الوضع حقيقة غير أنها تثير نوعا من البلبلة والإثارة غير المحسوبة!. إن الشعوب الكادحة الأخرى تعمد إلى مثل هذه الأساليب والتعرية للمجتمع بطريقة ساخرة لأنها تجد فرصتها للتنفيس عن أزماتها وصراعاتها اليومية فتخرج نظرتهم ناقلة للوضع المزري الذي عليه حال شعوبهم وحكوماتهم والقصور الفادح لديهم!. لكن أن نعمد نحن إلى تقليدهم لمجرد الفراغ أوبهدف الشهرة فإننا نعري ذواتنا من الأخلاقيات المسؤولة التي كان حقا عليها الالتزام والإسهام في تدارك السلبيات وتعزيز الإيجابيات في محيطها عن طريق قنواتها المسؤولة لا أن نكون راصدين متتبعين للثغرات والأخطاء والتعرض لها بالتشهير للعالم من حولنا . إن ما ينشر لا يقتصر معرفته والاطلاع عليه على مجتمعنا فقط بل يتعداه للمجتمعات الأخرى التي وجدت فيما ينشر ذريعة ساخرة صوبت لها سهام التندر والتي لا تخلو من أحقاد يجهلها البسطاء منا!. إننا لا نقدم بهذه الصورة المستهلكة المتواضعة التي أصفها بأنها حيلة البسطاء والمهمشين شيئا معتبرا في الحياة.. لنرتقي بأخلاقنا وبحسنا المجتمعي فكلنا يسأل عن ما يقدمه وما قد يرتكبه من حماقات لاحقا!.