تُفيد الحقائق بأن أي قصور إداري هو نابع من إدارة غير فعالة لا تستطيع بناء برامج تنموية طموحة، بسبب احتفاظها بالروتين وتمسكها بالتعقيدات، بالإضافة إلى وجود مديرين هدفهم الحفاظ على السلطة دون الفاعلية في التطوير والإصلاح أو السماح للأفراد بالمشاركة في اتخاذ القرارات مما يساهم في رفع معدل الخبرات. وما نعرفه عن القطاع الخاص بأن هناك إدارات خاصة تهتم بوضع برامج تنموية جديدة ووحدات تطويرية حديثة تُستحدث بين الحين والآخر لكي تُضاف إلى أجندة العمليات الإدارية لكسب رضا العميل وجذب أنظار المستثمرين. فتلك الوحدات تدرس التطوير وتحدد الأهداف وترسم طريق التنفيذ بكفاءة عالية وفق أنظمة متطورة لا تعترف بالجمود ولا تؤمن بضياع الوقت في تطبيق التعليمات وتنفيذ اللوائح كما رسمتها بوتقة الأنظمة التقليدية. بل تتمتع بالمرونة في التعامل مع مختلف المواقف والمشكلات، حيث الإدارة التي تتسم بالفاعلية واليقظة والجودة في التطبيق والشعور بالمسؤولية، فالحرص على الدقة والعمل في نطاق التميز يأخذنا إلى أبعاد ثقافية تؤكد ضرورة إيجاد بيئة إدارية ذات مناخ حضاري يجمع الثقافة بالخبرة والعلم بالتقنية والتعامل الممزوج بالرقي. إن بوادر التقدم إلى الأمام يستطيع الإنسان العادي قراءاتها في البناء الإداري المتميز من أول وهلة تجمعه بالموظفين ابتداء بموظف الاستقبال الذي يستخدم أقصر الطرق وصولاً إلى الكيفية التي يستطيع من خلالها تقديم الخدمة، وانتهاء بالمدير صاحب إمكانيات الحوار الهائلة والفكر التنظيمي الرائع الذي يُعطيك مؤشر التفوق في جهازه الإداري ذي مقومات التنمية المطلوبة. ولقد استوقفني تقرير للدكتور هادي آل راكة الأستاذ المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الخليج بالبحرين إلى أن (20% من المهارات المعرفية لدى العاملين هي جملة ما يعطونه في أعمالهم بسبب تحاشيهم للوم بسبب ما يقدمونه، مطالباً بإدارة العقول لا إدارة الأجساد، مؤكدًا أنه في حال تطبيق ذلك فإن النسبة سوف ترتفع إلى 80% من العطاء الذهني والإبداع وذلك لحرص الموظف على المعرفة الضمنية. مبينًا أن شريحة كبيرة تعبر عن رأيها تجاه مديرها بالصمت حتى لا يتعارض ما قد يقوله مع رأي المدير) نقول دائما بأن الحاجة إلى التنمية الإدارية تقتضي زيادة القدرات والمهارات لمواكبة المستجدات ومواجهة المتغيرات فالتدريب المستمر بمختلف مستوياته ومراحله والاستشارات الإدارية والخطط المستقبلية لرفع الكفاءات تزيد من الفاعلية والتفكير الإبداعي الباحث عن التميز في الأداء والتخصص في النشاط المراد تطويره لجعل بيئة العمل قاعدة معلومات هائلة من ضروب المعارف المتسمة بالطابع العملي فكل ذلك بمثابة المنظومة المتكاملة للأدوات الهامة في صناعة المهارة الحقيقية. ويمكننا القول بأن التعليم والتثقيف والتدريب والتنمية عمليات متداخلة تعمل على زيادة المهارات وتبحث عن التطوير في إنجاز المهمات وتساهم في النهضة الفعلية للإدارة وذلك من أجل مواكبة المتغيرات وتقديم أفضل الخدمات من خلال البرامج الهادفة والتخطيط الإداري المتجدد والتنظيم المستمر واتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة ، وبما أن الإدارة عملية لا تتوقف فهي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالتنمية الشاملة حيث إن ازدياد عمق التنمية وتشعب مجالاتها يفتح آفاقا جديدة ويوسع دائرة التنمية ويقود الحديث إلى تشابك الحلقات واشتراك مسالكها في أبعاد الاستراتيجيات وترابط المحاور . إن المدراء أولئك الذين يدعون التمدير كما ينعتهم البعض متسلطون يسيرون عكس التيار ، يفرضون الأوامر بعيدا عن مبدأ المشورة والتعاون ويضربون بعرض الحائط الرؤى المشتركة والتحليل المنطقي للأفكار القادرة على تخطي الصعاب في أسوأ حالات المشكلات الإدارية ولا يؤمنون بالتفكير الإبداعي والابتكاري لنصل إلى شخصية ذلك المتمدير الفاقد لأهمية تزاوج فلسفة النجاح الإداري مع الرضا الذاتي وفق لياقة عقلية في التعامل مع آراء الآخرين وتنميتها باتجاه الأهداف الصحيحة وتسخيرها لمصلحة العمل ، لأنه بالرغم من سلبيات الروتين وتعقيداته قد يوفر جزءا من الوقت والجهد بدلاً من التأنيب والتعنيف واللوم لكنه في الوقت نفسه هو أحد مداخل الأذكياء في التمتع بالموازنة بين المثالية والبحث عن الكمال كجزء من الإنجاز الذي يحسم مسألة هدر الإمكانيات خوفا من المدير وردة فعله حيال رأي يُطرح أو فكرة تستدعي النقاش!! ليقول العلم كلمته في أن الإدارة فن علم نفس في إدارة العقول قبل الأجساد . حيث ان الإدارة فن وإدارة الذات مهارة تمنح صاحبها تأشيرة دخول إلى أعماق الأشخاص العاملين تحت إدارته بقناعة. قطر : ثلاث عبارات لتحقيق النجاح كن أعلم من غيرك أعمل أكثر من الآخرين توقع أقل مما يحصل عليه الآخرون (و. شكسبير ) العنوان البريدي : مكةالمكرمة – ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955 البريد الالكتروني [email protected]