أحمد بن علي آل مريع أستاذ النقد الثقافي بجامعة الملك خالد بأبها ورئيس نادي أبها الأدبي ل(البلاد):" تشرفت بدعوة كريمة للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه- مع كوكبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين السعوديين يوم الأربعاء 14/ 1/ 1437ه، ولا شك أن هذا اللقاء له أكثر من دلالة؛ فهو من جهة حدث ثقافي وإعلامي كبير بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى، وهو من جهة أخرى يوم من أيام الوطن المشهودة يجعل منه مسؤولية كبيرة على عواتق أصحاب الكلمة وأرباب الفكر. مواطنون التقوا قائدهم وكبيرهم ومليكهم، ومشتغلون بالفكر والإبداع والرأي اجتمعوا بحضرة ملك مثقف وقارئ متابع لكثير مما تجود به القرائح من الإبداع والجمال، وما تدونه الأنامل من شهادات ووثائق وتسطره من مدونات التاريخ والفكر. لذلك اللقاء كان فرصة كبيرة للاستماع من القائد والوقوف على ما يهم جميع شرائح المجتمع السعودي الكبير، فالاستماع للقائد الملك يضيء للمشتغلين بالمعرفة وبالحرف مساحات جديدة من الإنجاز الموجّه لتحديات الوطن والمواطن، في مرحلة تاريخية مهمة، توجيهات سلمان بن عبد العزيز الملك والمثقف في هذه المرحلة تكتسب أهمية قصوى لما للكلمة من مكانة في تشكيل الوعي الصحيح المنتمي وتوجيه الفعل الاجتماعي والفردي لما ينفع وما يبني، ويجعل من العمل الإعلامي والثقافي متجاوزًا صيغة العمل من أجل العمل، ليكون العمل رسالةً وبناء من أجل مشروع وطني يستوعب تحديات الواقع ويستشرف المستقبل، ويرتفع بالوطن والمواطن في جميع المستويات، ويُعنى بتنمية الإنسان الذي هو العنصر الأهم في معادلة الأمن والتنمية المستدامة. والقيادة السعودية تدرك قيمة المثقف والمفكر في صناعة الفكر الوسطي وخلخلة الخطابات الشاذة والمنحرفة وتحصين الشباب ضد أفكار الغلو والتطرف وتوجيههم الوجة النافعة لهم ولوطنهم.. وقد كانت فرصة ثمينة أيضا لإطلاع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه على كثير من أوجه الصعوبات التي تكتنف عمل العاملين في المؤسسات الثقافية والإعلامية التي تحدّ من مستوى عطائهم، أو تؤجل انطلاق مشروعات ثقافية أو إعلامية فردية أو اجتماعية، يتوقع لها أن تكون شريكة للمؤسسات الرسمية في أداء رسالتها، وأداة وطنية لتعزيز الهوية الوطنية، ولنشرالوسطية والتسامح والتعاون والبناء وهذه القيم هي ثقافة هذا الوطن الشامخ المعطاء.