الكذب من الصفات المذمومة في الاسلام قال تعالى "يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" وقد ارسل عز وجل رسوله الكريم معلماً الناس الخير داعيا لهم الى مكارم الاخلاق، وكما قال عليه الصلاة والسلام "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" وقال صلى الله عليه وسلم "ان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة، وان الكذب يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي الى النار". لقد اوضح سماحة المفتي العام ان سوء العلاقات بين الناس، وما جمعت الاموال الكثيرة في المساهمات الوهمية، وما انتشر الغش والخداع واكل اموال الناس بالباطل، الا على اساس الكذب، فهو باطل وريبة يدمر ولا يعمر. اليوم باتت الاسواق وساحة الانترنت في معظمها مرتعا للتضليل والخداع في كل شيء حتى باسم الدين زورا وبهتانا للتغرير، كما انتشر الكذب في واقع معاملات كثير من الناس فيما بينهم لتمرير منافع ومصالح بغير اخلاق ولا ضمير، وما اكثر الكذب في الحياة اليومية ولعل اكثر ما نلمسه من مظاهر الكذب في الاسواق من غش ودعايات كاذبة لسلع رديئة وغلاء متوحش. ان طلب الرزق الحلال يستوجب تقوى الله وفي ذلك خير عميم وبركة كثيرة، لكن ما يؤسف له ان التحايل اصبح اسلوبا سائدا في معظم شؤون الحياة وبات التغرير والضحك على الناس وخداعهم شطارة ومهارة لزيادة المال والربح، وهاهي الجهات الرقابية سواء في الجمارك والرقابة على الاسواق تضبط كميات هائلة من السلع المغشوشة والمقلدة والرديئة وتلك المحرمة والممنوعة التي يحاول المهربون المجرمون تهريبها لافساد اخلاق ومصالح المجتمع، ومن ذلك المخدرات بمختلف اصنافها، لان المهم عندهم المكاسب ولو بسيل مخالفة، ولا يأبهون بأن يكون ماكلهم ومشربهم حرام لان نفوسهم لا تشبع، وضمائرهم في حالة موت او في اجازة مفتوحة، مع ان الاكفان لا جيوب بها. للاسف الشديد الطمع والجشع البشع تمكن من نفوس كثيرة وتضخمت الانانية والاثرة في النفوس، وامثال هؤلاء لا تتحرك ضمائرهم لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها". ان الفساد ليس فقط في السلع وانما اساسه في ذمم وضمائر، بلغت ما طال اسواق الاراضي من احتكار لمساحات شاسعة ممن تكالبوا على تكويشها تحت ايديهم ليتحكموا في الاسعار وتصبح لهم كنوزا مخزنة يستفيد منها وقتما شاءوا دون اعتبار لحق البسطاء من محدودي ومتوسطي الدخل الذين يحلمون فقط بقطعة ارض بسعر معقول يقيمون عليها مسكناً لهم يسترهم في حياتهم ويرحمهم من غول الايجارات التي يستنزف الجيودب وها هو المواطن يتفاءل خيرا بقرب اصدار مشروع نظام رسوم الاراضي ا لبيضاء، ليعود الاستقرار الى هذا القطاع الهام وخفض اسعار الاراضي وبالتالي تحريك ازمة الاسكان التي يحتاج علاجها الى ملايين الوحدات السكنية. ان الاحتكار مبدأ خطير ومدمر للمصالح المشتركة ولروح التكافل ويفتح مجالا واسعا للفروق الاجتماعية، ولهذا فان محاربة الغش والكذب في كل ما يضر المجتمع والمصلحة العامة انما هو واجب شرعي ومسؤولية تستوجب تضافر التوعية وتطوير الانظمة والتشريعات وتطبيقها لمحاربة كل مظاهر الغش والاضرار بمصالح الناس في اموالهم وسلامتهم وحقوقهم، والانطلاق في ذلك والاساس في كل ذلك الارتقاء بالاخلاق وتنقية النفوس من ادران الكذب ديننا الحنيف يحث على مكارم الاخلاق واليوم نترحم عليها الا ما رحم ربي. اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وعملنا من الرياء، ألسنتنا من الكذب، واعيننا من الخيانة وارزقنا الصدق والقناعة والرضا.