نعم الله على الانسان عظيمة (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ومن اعظم هذه النعم بعد الايمان بالله تعالى، نعمة الصحة.. عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال»نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة، والفراغ» فالصحة في الابدان نعمة لا يدركها الا من فقدها، وهي كما قيل «الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى» شاكرا لله نعمه. ما اضعف الانسان في حالة المرض عندما تداهمه الاوجاع وتحاصره الآلام، فيلجأ الى الدعاء، وعلى الانسان ان يتذكر الله في السراء والضراء وكل وقته خيره وشره وفي صحته ومرضه، وفي حالات السقم يرنو المريض الى الأحبة وهم يحيطون به ولسان حالهم الدعاء الى الله له بالشفاء، انها مشاعر انسانية ناصعة تعكس قلوبا مفعمة بالطيبة والمحبة ورقة القلب، ولذلك يشعر المريض براحة وتأثر، وبان العافية دبت في جسده السقيم، انها لحظات غالية عندما يتداعى فيها الاحبة لزيارة مريضهم، او يكونوا بجانب الانسان عندما يتعرض لملمات الحياة وما اكثرها. ان في المحبة تكاتفا وشعورا انسانيا نبيلا بين البشر، وبدون هذه الروح الاصيلة والمشاعر النبيلة لا تطاق الحياة وتكون الارض بما رحبت موحشة، وقديما قالوا (الارض بدون ناس لا تنداس). قبل ايام تعرضت لحادث بالسيارة على الطريق خلال عودتي من مكةالمكرمة وكتب الله لي ومن معي النجاة، وقبلها تعرضت لازمة صحية اقعدتني وداهمتني الآلام وحرمتني النوم وطعم الحياة، ولازمت الفراش طريحا منهك القوى، وبالكاد تتحرك شفتاي، وخلال هذه الازمة احاطتني رحمة الله وعنايته ثم ما وجدته من الرعاية الطبية الشاملة على سرير المرض بمستشفى بقشان العام، وغمرني الاهل والاحبة بسؤالهم، وخففوا عني كثيرا بعد كرم الله بزياراتهم وبما غمروني به من مشاعر طيبة ودعوات كانت بردا وسلاما وابتسامات تثلج الصدر وبلسما بفضل من الله وكرمه من هذه النفوس الكريمة، وكم شعرت بسؤالهم وزيارتهم ان الدنيا بخير والقلوب الطيبة بخير. نعم الناس بالناس والكل بالله، والصديق وقت الضيق، والاحبة في حياة الانسان كنوز بمشاعرهم الطيبة قال صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فالحمد لله على نعمة المحبة والمشاعر الصادقة والتراحم عندما يكون الانسان بجانب اخيه الانسان في لحظات المرض واحوال الضيق ويخففون عنك آلام الجسد وكرب الحياة، وهذا ما حث عليه الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه بالتكاتف والتراحم وبمعاودة المريض. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن ادم مرضت فلم تعدني قال يارب كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال: اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يارب كيف اطعمك وانت رب العالمين»! اما علمت انه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، اما علمت انك لو اطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني؟» قال: يا رب كيف اسقيك وانت رب العالمين؟! قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، اما علمت انك لو سقيته لوجدت ذلك عندي». يارب ان اعطيتني المال فلا تأخذ مني راحة البال، وان اعطيتني الصحة فلا تأخذ مني الستر، وان اعطيتني ابتلاء فلا تأخذ مني حسن الصبر، وان اعطيتني تميزا فلا تأخذ مني العبادة، يارب لك الحمد لو لم تعطني شيئاً فيكفيني أنك أنت ربي.. حفظ الله الجميع ومتعكم بنعمة الصحة والعافية. للتواصل 6930973