اعجب من انزلاق بعض الدعاة في الدول العربية إلى الرد على الملاحدة في الفضائيات! فلا يكاد الداعية يفرغ من دعوتهم بالأدلة والبراهين، حتي يتم استفزازه فيفقد صوابه ويبدأ في الشتم والتكفير واللعن على الهواء امام ملايين المشاهدين ! فهل تذكرون السفر الجماعي للدعاة الى الدنمارك عقب حادثة الرسوم المسيئة؟ لكي يحاجوا الصحفيين والرساميين في الرسوم المسيئة التي رسمها (خامل الذكر) في احدى صحفهم المحلية! وبعد المباهلات والمناظرات.. ذاع صيت الرسام واستفاد من الشهرة العالمية التي قدمناها له دون أن نشعر . ولو دققت النظر، فستجد عشرات المنتديات وغرف الشات مشحونة بالعواطف.. منقادة للإعلام الذي يشحن الناس بالكلام والخصام عقب كل حادثة رسم (إنتصروا لرسولكم يا مسلمين) فيخرج المسلمون الثائرون تاركين ورائهم الأولويات، ويّهبوا لنصرة الاسلام بالشعارات والمظاهرات ! تدافع وصراخ يفرح به الاعلام اليهودي الذي يسارع في تصويرنا كالمجانين… ويعرضوا صور المسلمين وهم (يحرقون ويشجبون) في كل وكالات الاعلام الدولية من غانا الى فرغانة كما يحصل دائماً في اغلب الدول العربية (مظاهرات ألفية) عقب كل رسمة مسيئة تحدث في اقاصي البلاد البعيدة. ويجب أن نوضح أننا لا ننكر السفريات والمباهلات، وانما ننكر الجهل بفقه الاولويات! الذي اخرج الكثيرين ليحاجوا الافاكين والملحدين على الفضائيات، فكشفوا المستور، وشهروا المقبور (اي النكرة من الملاحدة) ووطئوا المحذور! الذي حذرنا منه عز وجل قائلاً: "فَأَعرِضُواْ عَنهُم إِنَّهُم رِجس وَمَأوَاهم جَهَنم بما كانوا يكسبون". فالاولي على المسلمين… التركيز في نهضة اوطانهم وتقديم الجديد المفيد! وجلب العلوم من الصين البعيد! نباهل بها الشعوب والبلاد! ونرفع من قوة الإقتصاد، ونكسر دائرة الاعتماد! كَمَثْلِ كوريا الجنوبية التي كسبت احترام العالم بالصناعات والاختراعات! عند إذن نستطيع أن ندعوا (دول العالم الأول) الى الاسلام من قوة وتمكين… تشهد عليها نجاحاتنا الملموسة على ارض الواقع . ونختم قائلين (إن اخطر ما يمكن أن نقع فيه… هو الانجراف وراء اعداء، يعرفون مكامن ضعفنا ونارية طبعنا، فيستثيرونا لنظهر أمام (عدسات كاميرات دول العالم) بما يندي له الجبين،وتنهمر له حسرات العين! حزنا وأسفا على ما وصلت له سمعة المسلمين. درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية، سويسرا.