اختر على أي طريقة تموت !! إن مت وأنت على رأس العمل مت قائماً مرفوع الرأس على الأقل بين أهلك، وصحبك، وجيرانك !! ستموت موتةً واحدة !! لكن بكرامة كاملة !!. لكن إن تقاعدت، وخاصة إن كنت ممن رواتبهم ثلاثة أرباعها بدلات !! فإنك لن تموت موتةً واحدة !! بل ستموت في اليوم والليلة مائة مرة !! (مت قاعداً) !! سترى، كم من الراتب سيبقى لك !! سترى، كم من الحاجات ستفقدها!! وكم من الاحتياجات ستطلبها !! نقص بعد كمال!! عوز بعد كفاية!! حاجة بعد إكتفاء!!. نعم إن وضع المتقاعد اليوم، وخاصةً ممن كان يعتمد على البدلات في الرواتب، لا تسّر عدواً، ولا تريح صديقاً!! فالكثير والكثير وبنسبة عالية، ليس لهم دخلٌ، ولا عائل، ولا عائن ولا معين ، بعد الله إلا ذلك الراتب، الذي كان يسد حاجاتهم، ويلبي احتياجاتهم سنين!! وهم على رأس الخدمة سواءً كانت عسكريةً أو مدنية!! وكان يحقق لحوالي 80% منهم ستر الحال، وعيشة الكفاف وخاصةً إذا ما علمنا أن الكثير منهم مؤثق بالقروض ومقيّد بالأقساط الشهرية من بنوك، ومؤسسات، وأفراد!! ناهيك عن إرتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة، وجشع التجار!!. فهل راتب التقاعد بعد خصم البدلات منه، سوف يفي بالغرض، ويسد فاتورة المرض؟!!. لا أعتقد!! لا !! ولا هو بالإيجار سد، أو جعل للقرض والدين حد !!. ولا أرى أفراد المجتمع إلا على صورتين !! إحداها ساحة كبيرةً بها كثيراً من البشر، في حركةً دائمةً مستمرةً !! تراهم يأخذون ويعطون، يشترون ويبيعون، في حراك دائم، لكن !! لتلك الساحة بابان!! وكل واحد منهم سيدخل بالضرورة مع احدهما بلا شك !! باب مكتوب عليه؛ الستين عمراً !! والآخر مكتوب عليه ؛ الأربعون خدمة!! فإذا دخلت مع أحدهما تجد نفسك وقد انتقلت للنصف الآخر من المجتمع الذي يعطيك المصير الإجباري مت قاعداً (متقاعد)!!. فهل سنرى قراراً في الأفق تشرق معه شمس الميت قاعداً!! عفواً أقصد (المتقاعد)، لينهض من جديد ويكمل المشوار حتى النهاية الحقيقية، والموتةً الطبيعية؟!! هل سيعم الفرح، ويغادر الترح، أنفساً، وبيوتاً، من خلال (احتساب كامل الراتب التقاعدي مع بدلاته + بدل سكن سواءً لمن هم على رأس العمل أو المتقاعدين!! فتدب الحياة من جديد للميت قاعد ! فيصبح حياً قائماً؟!!. نرجو ونتمنى ذلك!! وما ذلك بعد الله عن سلمان الحزم ببعيد!!. الرياض [email protected] Twitter:@drsaeed1000