شعر- نايف السميري هذا النص صادم ومدهش في آن واحد،ويبدو لي أن الشاعر صاحب تجربة عريضة في صناعة القصيدة الجديدة. هذا فيما يتعلق بموقفي كناقد تجاه نص كهذا.. أما من حيث الرؤية النقدية للقصيدة،فهي تتكئ في مجملها على إشكالية الغياب لدى الشاعر،ولذلك عبر عن مدلول هذا الإشكال أو هكذا جرى رغمآ عنه بهذه القافية التي تنتهي بحرفي الألف والباء،واللذان يمثلان نصف كلمة(غياب).. ثم لم يتسن له الانعتاق من أسر ال(غياب)هذا،فعمد أيضآ إلى تجسيده في قافية العجز،التي لم تزد على أصل الكلمة سوى ب( الهاء)التي تارة تكون جزءآ من الكلمة ذاتها،وتارة تكون ضميرآ عائدآ على المقصود بالنص. والقصيدة كحالة من حالات التوجد والبكاء على الذات،ربما تكون من أجمل ماقرأت مؤخرآ،إن لم تكن الأجمل بلا منازع. ويكفي الشاعر هنا هذا البيت المتفرد في سيمفونيته،القادر على سكب الدهشة في عيون القراء.. واهديتهم من سجدة الخوف محراب لاحلامهم صبح وخشوع ورحابة وإن كنت أرى أن(رحابة)هنا كانت أقل أخواتها دهشة. اغيب وانا ادري ان مثلي ليا غاب حتى الحزن يشعر بوحشة غيابه كم مر في صدري من احباب واغراب افراحهم واحزانهم ماتشابه حملتهم حاجة وضيقه وترحاب وقاسمتهم حتى التعب والصبابه واهديتهم من سجدة الخوف محراب لاحلامهم صبح وخشوع ورحابه وراحوا ولا صكوا ورا غيابهم باب واهدوا لحرفي درب خوف وغرابه ونبت بصدري عمر من سيرة احباب صمته مشاريه وحديثه رتابه والشعر وش ودى لراعيه وش جاب إلا مشاوير التعب والكآباة والشاعر احساسه معقد ومرتاب رضاه عابر والاماني ركابه هيشوف في حرفه لرجواه مرقاب قاعه رياض وظل روحه سحابه يتحسس اللحظة ملامح لغيّاب ويضيق لاضاقت فجوج الكتابه