في ذلك الزمان كان لهذا النوع من الشعر – البلدي – الذي كان سائداً في الحجاز مكانته وشأنه فهناك اكثر من شاعر يقول هذا اللون من الشعر الذي كان مسكونا بالمفردة – الشعبية – فيصوغها بحرافة الفنان فيعطيها تلك النكهة المحببة.فهذا شاعرنا الدكتور حسن نصيف واحد من سلسلة من اولئك الشعراء الذي ترنموا بهذا الشعر "الحلمنتيشي" كأحمد قنديل ومحمد بادكوت وعمر عبد ربه ودرويش وحسن صيرفي وغيرهم .. لنقرأ ما خطه الشاعر حسن نصيف عن جدة.
(قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) على طلل في العيدروس مبهدل ذكرت به القهوى مساء تضمنا على ضوء اتريك قديم مزغلل جلوسا بها صحبي على حسابهم وقد بدت الشيشات بالنار تصطلي يروح أبو ستة ويأتي بداله وكل مساء حالنا لم يبدل ويوم دخلت البيت أقصد نومة على طرف الروشان شامي مظلل ولكن نومي طار رغم متاعبي فقد كانت الضوضاء من تحت تعتلي وإذ بتيس لنجاوي يصيح مزمجرا إلي بأغنام تلقح وتحبل ورب طلي فاخر قد شريته سمين دفعنا فيه خمسة أريل وبيتي شربناه بجانب كدوة بسعر يساوي اليوم تكلفة الطلي وكم ذا لعبنا بالكبوش وبربر وكم مرة بالبارجوه المصقل وكم دبش سرنا وراه هتافنا لشيال قبقاب غشيم سبهلل وكم لوح عيش قد حملناه خامرا إلى فرن حنبولي بظهر مشعلل وكم قدرة المعدوس والحوت ناشف يزينه بالطبع صحن المخلل وكم كيس فحم للطبيخ مخزن وكم حوت سيجان شريناه للقلي وشربة ماء لايطاق وقيدها تجرعت من ماء بها لم يقفل شهدنا عهود الإتحاد وفنه وابطاله من كل قطب مؤهل ولم يك في طول البلاد وعرضها سواه وكان العز لم يتحول تبوأ في التاريخ وضعا مميزا أصبح في هذا الزمان ترللي أضفنا إليه لاعبين أجانبا فكان عمى من بعد قصد التكحل زمان تولى والحياة بسيطة وكل نفوس الناس بالخير تنجلي بحبك يا جدة رخاء وشدة وان تطلبي الأرواح نسرع ونبذل